مقالات

لينا نصر تكتب : الإنسانيه المفقوده

أخبار الاردن-نبراس نيوز- كتبت لينا نصر ..

اشرقت الشمس في سماء تلك البلدة الصغيرة الغير معروفة حتى على خارطة سورية ..اشرقت على بلدة من البلدات الفقيرة المنسية التي لم ينام اهلها في تلك الليلة , كان البعض الباقي من الاهالي على قيد الحياة في حالة صدمة كبيرة……وعلى غفلة من الام المفجوعة بوفاة زوجها …ركضت ابنتها الصغيرة دافعة الباب الخشبي بقدمها الصغيرة لتدخل حديقة البيت المجاور والذي كان بيت جدتها وهي متعودة ان تلعب هناك..وماإن وصلت الى الباب المفتوح لتجد جدتها ملقاة على الارض غارقة ببحر من الدماء فما كان على الطفلة الا وان تصرخ بصوت عالي حتى لفت صوتها احد القناصين..ليصوب بندقيته نحوها وهي تركض باتجاه بيت اهلها …

وعندها خرجت امها راكضة لتجدها مرمية على الارض وغارقة باللون الاحمر…..

فاذا رويت لكم تلك القصة ولم اخبركم من اي طائفة تلك الوردة الصغيرة التي قطفت …ألا تتحرك في قلوبكم المشاعر الانسانية يعني الحزن ..الأسف ..الترحم عليها..القهر ممن غدر بها..

وهنا تتمة القصة
كانت الفتاة من عائلة (…او …او … او …) والدها استاذ المدرسة ,مات برصاصة طائشة في الليلة الماضية وهو يراقب من النافذة المهترئة مايحدث في خارج منزله, لم تتلوث يده بدماء احد يوما”..

أو كانت الفتاة من عائلة (… او… او ..)والدها شخص بسيط جدا يعمل في الحقل لدى احدى العائلات ويأكل من البقايا التي تصله من هنا وهناك وتوفي في الليلة الماضية وهو ينظر من النافذة على ما يحدث في الخارج, ولم تتلوث يده بدماء احد يوما”…

ما أريد ان اقوله اين الانسانية!؟ بعض الناس لم يمت لها احد اثناء الثورة ولا بعد التحرير وتعيش برفاهية ولاتعمل شيء غير التجييش ضد الاخرين!!
نحن نتصف بالإنسانية (التي لا دين لها) وهو شي نولد وهو موجود فينا لا نتدرب عليه او نتعلمه من احد.
سألت غوغل عن مفهوم الانسانية فكان الجواب
ﺗﻌﲏ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻻﺻﻄﻼح اﻹﺳﻼﻣﻲ: ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﺴﻠﻮﻛﺎت واﻟﺼﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﱰام ﻗﻴﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻛﺮاﻣﺘﻪ .

وهنا( كنت أعتمد في اقوالي على الاشخاص المتعلمين ولكن اتضح أن من تعلم واخذ الشهادة ليس بالضرورة ان يكون مثقف ومنفتح ويفكر بشكل صحيح )..

هل نريد ان نبني الوطن حقا”ونعمل معا” من اجل ذلك أم …ماذا ؟؟؟….
أين الانسانية اذا كانت كل الاديان تدعو الى الاحترام والسلام والمحبة والعطاء والمسامحة..
وهنا تذكرت آية من الانجيل المقدس ..”من ضربك على خدك الايمن فأدر له الأيسر “..وتذكرت أصدقائي.اتذكرون??.كم أمضينا اوقات في السابق ونحن نسعى لتعليم أولادنا ونشرح هذه الآية …
وكان النقاش كيف نشرح لأطفالنا هذه الآية اذا ضربك رفيقك لاتضربه… سامحه … واوجد حل لتفهم من ضربك انه لايجب ان يتعدى عليك مرة اخرى….

الحمد الله على نعمة الايمان وانا فخورة بإيماني …

طبعا البعض سيفهمني والبعض لا… والبعض معي وأخرين ضدي غير مهم (لا للطائفية)..المهم أن من أحب وطنه يحافظ عليه بكل السبل بالكلمة الحلوة..بالابتسامة… بمساعدة انسان اخر ..لعل وعسى ترى الناس محبتك فتخجل من تفاخرها بالكلام المؤذي وتتوقف عن نشر ثقافة الكره والعدائية غير اللازمة ..قد تكون المحبة والاحسان معدية ..تعوا نعدي بعضنا..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى