مقالات

أمِين زيَادات يَكتُب: السَعادَة..هل هِيَ مَال ، بَنون ، صِحَة أم هِيَ القَناعة؟!

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات.. قد يختلف الناس على تفسير مفهوم السعادة فكل شخص عنده تفسير مختلف عن الآخر لمعناها.

فهل هي وجود المال أم العائلة والبنون أو الصحة أم الإيمان أم النجاح أو هي الرضا والقناعة.

في البداية المفهوم العام لمعنى السعادة هي كُل ما يُدخِل الفرح والبهجة على النفس والشعور بالرضا والقناعة، إذاً هذا هو التفسير العام لمعنى السعادة.

ولكنها في الواقع تفسيرها مختلف بين الأعمار والأجناس والوضع المادي فقد تكون السعادة عند طفل فقير هي قطعة خبز أو لعبة وقد تكون عند طفل غنيّ جهاز تلفون أحدث موديل، وقد تكون السعادة عند الأم الفقيرة بتوفير الطعام لأبنائها وقد تكون سعادة الأم الغنيّة بإعطاء مزيد من المال لأبنائها، وربما تكون سعادة الرجل الفقير عندما يرى أبناءه ينتظرون عودته أمام باب البيت وقد تكون سعادة الرجل الغنيّ عندما يجني مزيداً من المال، وربما تكون سعادة شخص بإسعاد غيره وقد تكون عند البعض الشفاء من مرض وقد تكون السعادة عندما ننتظر فحص فيروس كورونا وتظهر النتيجة سلبية.

السعادة شيء نسبي تختلف من شخص الى آخر بإختلاف العمر والجنس والحالة المادية، فالشيء الذي يجعلني سعيداً قد لا يُسعد غيري والشيء الذي يُسعد غيري قد لا يُسعدني.

إذاً السعادة شعور داخلي سبّبه شخص أو موقف لا يلبث حتى يخرج على شكل ضحكة أو إبتسامة أو أي تعبير عن الفرح والبهجة.

فقد يكون غنيّ تعيس وقد يكون فقيراً سعيد والعكس صحيح وقد يكون من رزقه الله بأبناء تعيس ومن لم يرزقه الله سعيد والعكس صحيح وقد يكون من أعطاه الله الصحة تعيس وقد يكون من أخذ الله منه الصحة سعيد والعكس صحيح.

 إذاً من يحمد الله على ما أعطاه وعنده رضا وقناعة هو شخص يعيش التصالح مع الذات ويرضى بما قسم الله له وعكس ذلك هو شخص يُتعب نفسه ويُتعب من حوله.

فلا يغرّك صورة فرح هنا أو حكمة هناك على مواقع التواصل الإجتماعي فالبيوت يا أصدقائي أسرار.

علينا أن نكون سُعداء من الداخل قبل أن نُشعِر الناس أننا نبدو سُعداء ليتنا نعيش لأنفسنا ولا نعيش ليرانا غيرنا ليتنا نحمد الله على ما أعطانا ولا نشتهي ما عند غيرنا ليتنا نعيش كما أراد الله لنا أن نُحب بعضنا ونُكمل بعضنا ونُحب الخير لغيرنا حتى غيرنا يُحب الخير لنا.

عندها ستكون السعادة لها معنى ومفهوم واحد عند الجميع هي الحب والعطاء والقناعة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى