مقالات

د.عزمي حجرات يكتب: الإنتخابات..ثورة نحن أبطالها

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم الدكتور عزمي حجرات.. في كثير من الحوارات التي شاركت فيها في الآونة الأخيرة، كثير من الأصدقاء وحتى الأقرباء أبدو عدم رضاهم عن الإنتخابات النيابية القادمة، و أعلنوها صراحة أنهم لن يشاركوا فيها، حتى أن بعض المثقفين
أبدوا نفس الرأي.
ما أستغربه، هو أن المثقفين الذي خاضوا معي الحوار، لم يدركوا أن السلطة بكافة مكوناتها، وصاحب القرار بصفة خاصة، لا نستطيع التصدي لهم بمجرد حمل السلاح، أو عمل مظاهرات عارمة تجتاح البلاد، فلقد أصبحت الثورة في زمن الديمقراطية صوت الشعب الذي يملكه، ليضع من يستحق في مكان السلطة.

في القرون التي مضت؛ كانت الثورة أداة لخلع السلطة، يسقط على أثرها الكثير من الأبرياء تحت شعارات وضعتها لهم قيادة الثورة، وعندما تنتهي تبقى السلطة، وتحصل قيادة الثورة على حصة من السلطة، وفي أفضل الحالات، تسقط السلطة وتأتي سلطة جديدة لتمارس ما مارسه السلف السابق. اليوم؛ صناديق الإقتراع أصبحت أشبه بساحة ثورة في القرون التي مضت، وهي التي تمثل قوة الشعب في تحقيق العدالة.

نحن لا نسمع بثورة حصلت في دولة ديمقراطية مثل بريطانيا، أو المانيا، أو فرنسا. ولكننا نراها في عالمنا العربي، إما على شكل مظاهرات شعبية للمطالبة بحقوق آنية، أو نزاع مسلح لتغيير نظام حكم، ويبقى إقتصادنا في تدهور مستمر، و تتعطل الحياة العامة، ويأتي المشرع ليضع حلول آنية لإرضاء المتظاهرين.

اليوم نحن أمام ثورة ديمقراطية، منحها لنا الدستور، من أجل تحقيق أبسط مطالبنا الشعبية من حياة كريمة، وتعليم نوعي، ورعاية صحية، وقانون يضمن لنا جميعاً الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية. وساحة المعركة هي صندوق الإقتراع فلنقف معاً يداً بيد لنحدد نتائج ثورتنا ونختار من يستحق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى