مقالات

أمين زيادات يكتب: مواقِع تَجسّس إجتِمَاعِي أَم تَواصُل إجتِمَاعِي؟!!

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات.. مُنذُ زَمن ليسَ بِبَعيد تَمّ إنشاء مَواقِع للتواصُل الإجتماعي لتكون حَلَقة وَصل بينَ الأصدقاء، القريبُ منهم والبَعيد وهذا هَدفُها الرئيسي والوحيد عِندَما تَمّ إنشاؤها، ولكن بَعد ذلك وعِندمَا بَدأَت أعداد الناس المُستَخدمين لهذه المواقع بالإزدياد أصبَحَ لا بُدّ أن يكون هُناكَ مردود مادّي مِن المُستخدِم لهذه المَواقِع وهو هدفٌ مشروع مثل أي إستثمار إقتصادي.

حيثُ بَدَأَ موضوع الإعلانات المُموّلة في التسويق والتي تَصِل إلى ملايين المُتصّفحين في العالم خلال ثواني وهذا التَطوّر التكنولوجي بتسويق أي سِلعَة بهذه السُرعة الهَائِلة جعل مُعظَم المُعلنين يَعتَمِد على هذه الطريقة التسويقيّة.

فَالكُلّ أصبَحَ يَعتَمِد على مَواقِع التَواصُل الإجتماعي وأهمّها وأقَواها الفيسبوك في تَسويق أي سِلعَة أو خدمَة.

وبَعدَ ذلك تَطوّر أسلوب التسويق الإعلاني لدى فيسبوك وأصبحت الإعلانات تَصلُك وتَظهَرُ لكَ تِبَاعاً بمجرّد أن تتصّفح إعلانات مُماثلة لنفس السلعة أو الخدمة على الفيسبوك.

وثُمّ تمّ تطوير أسلوب التسويق عندهم وأصبح مُجرّد أن تتَحدّثَ أنتَ وزوجتك أو صديقك أو زميلك بأيّ مَكان عَن أي سِلعَة أو خدمة، بعد ذلك ومُجرّد أن تَتصّفحَ الفيسبوك سَتَظهرُ لك خيارات كثيرة مُماثلة للسِلعَة التي كُنتَ تَتحدث عنها ، وكُنتَ تستغرب كيف حَدَث ذلك ورُبما كُنتَ تضحك وتُحدّث زُملائك، في الحقيقة الفيسبوك إختصر لكَ الوقت وسَهّل لكَ الأمر والمشقّة في البحث عن السِلعَة أو الخدمة التي تُريد.

وبَعدَ ذلكَ أيضاً تَمّ تطوير أسلوب التسويق التكنولوجي عِندَ شَركة فيسبوك فأصبحَ يَعرِف بِمَاذا تُفكّر دونَ أن تتكلّم ، ورُبما حَصَلَت مَع الكثيرين واستغربوا ولكن كيف يحدُث ذلك وكيف يَعرف الفيسبوك بِمَاذا أُفكّّر دونَ أن اتكلّم وكيف يعرف اهتماماتي؟

سَأشرَحُ لك.. كُلّ ذلك مِن خلال هاتِفكَ الخلوي والذي بيديكَ بإستمرار ومِن خلال الكاميرا والمايكروفون في جهازكَ الخلوي والذي أنت مِن خلال تنزيل التطبيقات تَشترط عليك الموافقة على الوصول للكاميرا والمايكروفون وصورك ومراسلاتك وإذا لم تُوافق لا ينزل التطبيق ولكنك بحاجة لهذه التطبيقات المحدثة بإستمرار فتوافق مُجبراً على شرطهم ومن هنا تبدأ عملية مُراقبة اهتماماتك.

سأضرب لكم مثالاً عن كيف يعرف الفيسبوك من خلال هاتفك بماذا تُفكّر أو ماذا تُريد..  مثلاً إذا ذهبت الى سوبر ماركت أو متجر ملابس أو غيره ووقفت أمام أي مُنتج دقيقة أو أكثر فهاتفك من خلال الكاميرا يعرف أنّ هذا المنتج جَلَبَ اهتمامك وأخَذَ من وقتك دون أن تتكلّم فهو عرف بماذا تُفكّر مِن خلال أجهزة تستشعر وتُحلّل المعلومة تلقائياً وبسرعة فائقة وبعدها توجّه الاعلانات التي تُناسب اهتماماتك الى صفحتك الفيسبوكية لذلك عندما تفتح الفيسبوك بعد ذلك ستتفاجئ بأنه قد وضع أمامك سلعاً مماثلة من خلال الإعلانات المُموّلة وقريبة من مكان تواجدك ، وهنا طبعاً تستغرب ولكن استغرابَكَ لا يدوم سِوى دقائق فهو إختصر عليك الجهد والوقت والمال في البحث وربمّا تشكره على ذلك ولا تعرف بأنه يتجسس عليك في كل مكان.

 وبعد أن اشترى فيسبوك تطبيق واتس آب وهذا لأنه يُريد أن يُكمل منظومة التسويق الإعلاني من خلال ربط الفيسبوك ومعلوماتك مع الواتس آب الخاص بك ، لأن مئات الملايين من الناس تستخدم واتس آب بالحديث والمناقشات والبحث عن سِلعَة أو خدمة من خلال الجروبات العائلية أو المهنية أو حتى الفردية، لذلك هو يُريد أن يستغل ويستخدم هذه المحادثات المُسجّلة والمراقبة لديه في ما تبحث عنه من سلعة أو خدمات لإرسال لك إعلانات مماثلة من خلال واتس آب، بالمختصر هذه التطبيقات تَبحثُ عَن اهتماماتك وتُعطيك إياها من خلال إعلانات مَدفوعة الثمن .. ويكفي أن تعرف بأن أرباح الفيسبوك عام 2020 مُتوقع أن تصل إلى 50 مليار دولار أو أكثر وأن عدد مستخدمي هذا التطبيق يفوق 2.5 مليار مُستخدم في العالم.

الفيسبوك ومجموعته أصبَحَ دولة عُظمَى، يتحكّم بِكُلّ الدول والأشخاص مِن خلال التكنولوجيا وهي أهمّ مِن كُلّ الأسلحة التقيليديّة لِمَا تحتويه سيرفراتها من معلومات عن أشخاص أو مسؤولين أو حُكّام مُعظم العالم أو معلومات عسكريّة أو استخباراتيّة فهو يَجمَع هذه المعلومات العسكريّة والإستخباراتيّة الإستراتيجيّة عن أشخاص ودول ويبيعها في الوقت المناسب للشخص المناسب أو الدولة المناسبة والتي تدفع اكثر ويكفي ان تعرف بأن هناك دول وأهمّها وأكبرها الصين وكوريا الشمالية لا تسمح لهذه التطبيقات بالعمل على أراضيها لأنها تعرف أهداف وأسرار هذه التطبيقات، نعم هي تتجسس علينا وعليكم ولكن لا نستطيع أن نستغني عنها أبداً.

إذاً الحَرب أصبَحَت حَرب معلومات بينَ الدول .. نَعَم حَرب مَعلومات بِرَسم البيَع لِمَن يَدفع أكثر.

وللحديث بَقيّة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى