أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات .. في البداية وحتى أكون مُنصِفاً أقول بأنّ هذه الحكومة بِمُعظَم طاقمها ومن يَتبُع لها مِنَ الدوائر والمؤسسات الحكومية الذين يعملونَ على ملف فيروس كورونا أبدعوا بإدارة هذا الملف رُغم الإنتقادات لهم هنا وهناك وهذا شيء طبيعي في الأردن.
ولكنّ أخطاء بعض الموظفين الحكوميين وخُصوصاً الذين يَعملون في المعابر الحدودية إن كانت بحرّية أو برّية أو جوّية أهملوا أو قصرّوا أو غضّوا الطَرفَ ولا أريد أن أستخدم مُسميّاتٍ أخرى أكثر قسوة وهي معروفةٌ للجميع، هذا الموظف إن كانَ موظف جُمرك أو يَتبع لأحد الأجهزة الأمنيّة بمُختلف إداراتها أو مُسميّاتها هو بالنهاية مُوظف حكومة، وهو من أوصَلنا في المرّة الأولى بَعدَ أن كنّا في المرحلة الخضراء إلى أعداد إصابات بالمئات بفيروس كورونا وفي المرّة الثانيّة أيضاً قبل أيام مِن خلال المَعابِر الحُدوديّة البرّية وبِنَفس الخطأ وإصابات بالمئات.
وفي النهاية يُعزَى هذا الإهمال إلى الحُكومة ورئيسها وكل الجُهد والتَعب والسّهر والإبداع الذي فَعَله رئيس الحكومة وطاقمه يذهب هباءً.
فأين المُتابعة والمُحاسبة؟! أنا مع محاسبة كل شخص مُهمل بِقَصد أو بدون قَصد محاسبة تَصِلُ إلى السجن والإقالة فمَن يُريد أن يعمل بالدولة وأجهزتها عَليه أن يقوم بالواجبات الموكولة له بأمانة فالوظيفة الحكوميّة ليست شيخة والدولة ليست جمعية خيرية فمَن يُريد أن يَعمل بجّدٍ وإخلاص فليبقى ومَن لا يريد فليذهب.
خطأ وإهمال موظف حكومة يُكلّف البلاد ملايين الدنانير ويُكلّف المواطن تقييد حريّته، فالموظف الحكومي يُخطئ ويُهمِل وبدل معاقبته ومحاسبته يُعاقَب المُواطن المُلتزم وتُفرَض عليه قوانين حظر فما ذنب المواطن أن يَتَحمّل إهمال موظفيها وأن يَتَحمّل تقييد حرّيته ووضع كمامة طول النهار ويتحمّل وضع إقتصادي سيء سببها هذه القوانين وما ذنب المواطن أن يتحمّل قرارات حكومية غير منطقية أحياناً تَحِّد من حرّيته وعمله وتحركاته.
أدعو الحكومة لعمل تَقييم شامل لموظفيها بِكُل أجهزتها وتفعيل أجهزتها الرقابية والمحاسبية حتّى نَصِل إلى الموظف المُخلِص الذي يَعمل بِجّدٍ وإجتهاد وضمير ، فلا يُمكن أن يَبقى الوضع بِهَذه الصورة السلبية التي تُسيء للوطن بالداخل والخارج وتُسيء لعَمل الحُكومة الجبّار إن كان بِقصد أو بدون قصد ونحن نعلم بأن أكثرية موظفي الحكومة والدولة يعملون بِجّد وإخلاص وضمير ولكنّ البعض يُسيء.
مُتمنيّاً أن ينتهي هذا الوباء قَريباً ويعود المُواطن إلى حرّيته.
