اخبار المجتمع

وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الروسي

أخبار الاردن-نبراس نيوز- أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، محادثات موسّعة بحثت سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وأكّد الصفدي ولافروف، استمرار العمل على تعزيز العلاقات الثنائية التي كرّسها جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس فلاديمير بوتين، عبر فتح آفاق أوسع للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية وغيرها من المجالات.
وأكّد الوزيران أن التحضيرات جارية لعقد الاجتماع السابع للجنة الأردنية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي في موسكو قبل نهاية العام الحالي.
وفي سياق تطوير العلاقات بين البلدين، وقّع الصفدي ولافروف اتفاقية إلغاء متطلبات تأشيرات الدخول لمواطني الأردن وروسيا، والتي ستسهم في تعزيز الحركة السياحية بين البلدين، وتطوير مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.
وكان البلدان وقّعا في عمّان في 11أيلول 2017 اتفاقية لإلغاء نظام التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، والتي دخلت حيز النفاذ في 25 كانون الثاني 2018.
كما بحث الصفدي ولافروف، تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكّدا ضرورة تكثيف جهود التوصل لوقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة سببها ويفاقمها العدوان.
وأكّد الصفدي ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورًا، ورفع الحصار اللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، مشدّدًا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية، ووقف قتل الأبرياء قصفًا وتجويعًا.
وحذّر الصفدي من التبعات الكارثية على الأمن الإقليمي والدولي للسياسات العدوانية والتوسّعية الإسرائيلية التي تتبدى إمعانًا في العدوان على غزة، وقتلًا لفرص تحقيق السلام في الضفة الغربية المحتلة واعتداءات واحتلال لأراضٍ سورية ولبنانية.
وتناولت المباحثات أيضًا الأوضاع في سوريا، حيث أكّد الصفدي وقوف الأردن المطلق مع سوريا في جهود إعادة البناء على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وسلامة كل مواطنيها وتحفظ حقوقهم.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إنه أجرى ونظيره الروسي حوارًا موسّعًا ومثمرًا حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن الأردن وروسيا مستمران في العمل من أجل تعزيز علاقات الصداقة التي كرّسها جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس بوتين، عبر توسعة التعاون في عديد قطاعات اقتصادية، تجارية، ثقافية، سياحية إلى غيرها، ونتطلّع إلى انعقاد اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي والتجاري هذا العام، من أجل أن تبحث في خطوات عملية زيادة هذا التعاون.
وشدّد الصفدي على أهمية اتفاقية رفع تأشيرات الدخول عن مواطني البلدين، خطوة ستسهم في زيادة التعاون، والتبادل السياحي والتجاري والثقافي. وقال إن توقيع الاتفاقية مؤشر على التطور الذي تستمر العلاقات الأردنية الروسية في تحقيقه ضمن رؤية واضحة، ترى جدوى زيادة التعاون، وترى فائدته على البلدين.
وأشار الصفدي إلى أنه بحث مع لافروف العدوان الإسرائيلي على غزة، والكارثة الإنسانية التي يسبب، وقال: “نحن نثمّن موقف روسيا الداعي إلى التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإلى إدخال المساعدات إلى غزة”.
وشدّد على أن “الأردن مستمر في الجهود التي يقودها جلالة الملك من أجل وقف هذا العدوان، ووقف المجازر التي يسبب، ووقف الكارثة التي تتفاقم يومًا بعد يوم جراء استمرار إسرائيل في حربها على غزة، وحصارها اللاإنساني على القطاع، حيث يموت الغزيون، تجويعًا وقتلًا، ويرتقي المئات يوميًّا إما بالرصاص، وإما عن طريق حرمانهم من غذائهم ومائهم ودوائهم”.

وأكّد الصفدي أن هذه الكارثة يجب أن تتوقف، وقال: “ونحن ندعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل لاتفاقية تبادل تفضي إلى وقف دائم وفوري، ونؤكّد على ضرورة تجاوب إسرائيل مع هذه الجهود، حتى نحصل على هدنة تتيح لملمة الجروح، وتسمح بدخول المواد الغذائية التي ستنقذ الأطفال الذين يموتون من أجل عدم توفر غذائهم وحليبهم ودوائهم، وتأخذنا باتجاه الحديث العملي عن حلول سياسية تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقال إن موقف المملكة الثابت والذي تدعمه روسيا ونشكرها عليه، هو أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وقال الصفدي “ثمّة طرح عربي واضح موجود على الطاولة منذ العام 2002، إننا نريد أن نصل إلى سلام دائم على أساس إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والدولة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. لكن مقابل هذا الطرح، ثمّة مشروع دماري يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي لإبقاء المنطقة رهينة الصراع ورهينة الأزمة، ونرى تبديات هذا المشروع في استمرار العدوان على غزة، وفي تجويع الفلسطينيين، وفي محاولات تهجيرهم، وهو ما نرفضه بالمطلق. نراه أيضًا يتبدى في الضفة الغربية، حيث يستمر الاستيطان، وتستمر مصادرة الأراضي، ويستمر حصار السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتستمر الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي تقتل كل فرص تحقيق السلام في المنطقة، ونرى هذا المشروع الدماري الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، في لبنان، حيث تستمر إسرائيل في اعتداءاتها على لبنان الشقيق، في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أخيرًا، ونراه أيضًا في سوريا، التي ندعم جميعًا أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها، في الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض السورية، والعبث الإسرائيلي بالشؤون الداخلية السورية، مما يدفع باتجاه المزيد من التأزيم”.
وقال الصفدي “على العالم أن يختار إمّا أن يقف مع المشروع العربي الذي سيضمن الأمن والسلام والاستقرار للجميع، بما في ذلك إسرائيل، وإمّا أن يبقى عاجزًا عن مواجهة المشروع الدماري الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية، والذي لن يؤدي إلّا إلى المزيد من الصراع والدمار والخراب، والذي جعل من إسرائيل الآن دولة مارقة في عيون معظم دول العالم”.
وأضاف الصفدي أن “الخيار الواضح، الخيار الذي يصب في مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة، يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الدوليين هو دعم المشروع العربي للسلام الذي يحفظ حقوق الجميع، ويحترم القانون الدولي، وينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، ويضمن بناء مستقبل آمن منجز مستقر للجميع”.
وقال الصفدي إنه “يجب التصدي لما تقوم به إسرائيل من تدمير لأمن المنطقة واستقرارها، يجب التصدي لما تفعله إسرائيل وما تقوله إسرائيل أيضًا من هرطقات سياسية ومن أوهام لا تدفع إلّا باتجاه المزيد من الكراهية، مثل ما يسمّى بــ”إسرائيل الكبرى”، الذي لن يؤدي إلّا للدمار الأكبر، حيث إن هذا المشروع هو تأزيم أكبر، هو اعتداء على القانون الدولي، هو اعتداء على سيادة الدول، وهو لن يتجاوز أن يكون وهمًا للمتطرفين الإسرائيليين، لأن كل دول المنطقة بما فيها الأردن ستتصدى لأيّ محاولة إسرائيلية لفرض المزيد من الصراع والمزيد من الهيمنة والمزيد من الدمار عليها”.
وقال الصفدي “ليس مقبولًا أن يموت الأطفال الفلسطينيون جوعًا، ليس مقبولًا أن لا تجد الأمهات طعامًا يقدمنه لأطفالهن، هذا خرق ليس فقط للقانون الدولي، هذا خرق لكل القيم الإنسانية، وأعتقد أن العالم كله يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية، من أجل وقف هذه المجازر وهذا التجويع، وأيضًا تفرض مصالح كل الدول، العمل من أجل إنهاء الصراع في المنطقة، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار الذي لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، وخصوصًا حقهم في الدولة والحرية لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية”.

الاستيطان. كذلك الحال في مصادرة الأراضي، كذلك الحال في الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية وغيرها من الخطوات والإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية التي تحرم المنطقة فرص تحقيق السلام، وتبقي المنطقة رهينة الصراع والحروب، وتدفع باتجاه عدم الاستقرار.
وفي ردٍّ على سؤال حول سوريا قال الصفدي: إن المنطلق الأساس هو أن الأردن يقف بالمطلق مع إعادة بناء الدولة السورية على الأسس التي تضمن أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، وحقوق كل مواطنيها، وسلامة كل مواطنيها، لأن في نجاح سوريا هو نجاح للمنطقة، وفي استقرار سوريا استقرار للمنطقة، ومصلحة لنا في الأردن وفي كل الدول العربية”.
وأضاف إنه في ما يتعلق بالجنوب السوري، “الأمن والاستقرار هو ضرورة لأمننا واستقرارنا. فهو عمقنا، واستضافت المملكة أكثر من اجتماع آخرها اجتماعين خلال الشهر الماضي حول الأوضاع في الجنوب، وتحديدًا حول الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة السويداء، ونعمل مع الحكومة السورية ومع الولايات المتحدة الأميركية من أجل التوصل إلى حل على أساس أن كل الأرض السورية تبقى موحدة، وأن محافظة السويداء جزء من سوريا كانت ويجب أن تبقى، وعلى أن سكان المحافظة هم مكوّن أصيل من الشعب السوري ويجب أن يبقى وأن يحظى بالأمن والاستقرار وكافة الحقوق، مواطنون سوريون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم كمواطنين سوريين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى