الفاتيكان تعلن وفاة البابا فرنسيس

أخبار الاردن-نبراس نيوز- أعلن الفاتيكان في بيان مصور، الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، لينقضي عهد مضطرب اتسم بشكل عام بالانقسام والتوتر في سبيل سعيه لإصلاح المؤسسة العريقة.
وتوفي عن 88 عاما بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما.
البابا فرانشيسكو هو أول بابا من أميركا اللاتينية ومن الرهبنة اليسوعية، وُصف بتوجهه الإصلاحي والمعتدل، وُلد عام 1936، بعد تخرجه من الثانوية “شعر بدعوة روحية للانضمام للكنيسة”، فدخل الإكليريكية الأبرشية ثم انضم إلى رهبنة اليسوعيين.
بعد نذوره النهائية في الرهبانية عام 1973، شغل مناصب دينية هامة في الأرجنتين، وكان معروفا بتواضعه ودعمه للفقراء.
في عام 2013 انتخب بابا للفاتيكان، أبدى اهتماما بالحوار بين الأديان وتبني قضايا إنسانية، كانت له زيارات تاريخية، منها للعراق ومنغوليا.
المولد والنشأة
وُلد خورخي ماريو بيرغوليو -الذي أصبح اسمه البابا فرانشيسكو- في 17 ديسمبر/كانون الأول 1936 في بوينس آيرس بالأرجنتين، لأبوين مهاجرين من إيطاليا.
والده ماريو كان يعمل محاسبا في السكك الحديدية، بينما كانت والدته ريجينا سيفوري ربة منزل.
في سن الـ21 تقريبا أصيب بيرغوليو بنوبة حادة من الالتهاب الرئوي، أدت لاستئصال جزء من رئته اليمنى.
الدراسة والتكوين العلمي
حصل بيرغوليو على دبلوم تقني كيميائي من مدرسته الثانوية، ثم عمل فترة وجيزة في صناعة ومعالجة الأغذية. وفي مارس/آذار 1958 انضم إلى جمعية يسوع، ثم أكمل دراسته في العلوم الإنسانية بتشيلي، وعاد إلى الأرجنتين عام 1963، حيث واصل دراسته في كلية سان جوزيه، وحصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة.
بين عامي 1964 و1966، درس الأدب وعلم النفس في بوينس آيرس، ثم في 1970 نال البكالوريوس في اللاهوت من كلية سان خوسيه.
وفي عام 1986 حصل على درجة الدكتوراه من فريبورغ في ألمانيا.
وفي منتصف ستينيات القرن العشرين درّس الأدب وعلم النفس في المدارس الثانوية اليسوعية لإتمام دراسته الدينية.
المسار الديني
بعد تخرجه من الثانوية “شعر بيرغوليو بدعوة روحية للالتحاق بالكنيسة”، فدخل الإكليريكية الأبرشية، وهي مرحلة تدريب ديني، ثم التحق برهبنة اليسوعيين في 11 مارس/آذار 1958.
أنهى تكوينه الديني وأصبح كاهنا رسميا عام 1969، وأدى نذوره النهائية في الرهبانية اليسوعية عام 1973 وبدأ مسيرته في حياة الرهبانية.
بين عامي 1973 و1979 شغل منصب الرئيس الأعلى للرهبانية اليسوعية في الأرجنتين، وكان مسؤولا عن تنظيم أنشطة الرهبنة في البلاد.
وأثناء فترة الحكم العسكري في الأرجنتين (1976-1983)، بذل خورخي جهودا للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية. وتولى مؤقتا منصب عميد كلية ديل سلفادور، ثم استأنف نشاطه الرعوي باعتباره كاهنا محليا في مدينة كوردوبا شمال بوينس أيرس.
وفي ثمانينيات القرن العشرين عمل خورخي مدرسا في معهد لاهوتي ومديرا لإحدى المدارس الدينية، وذلك أثناء دراسته اللاهوت في ألمانيا.
وفي 20 مايو/أيار 1992، عينه البابا يوحنا بولص الثاني أسقفا على مدينة أوكا وأسقفا مساعدا في بوينس أيرس، وفي عام 1998 أصبح رئيس أساقفة بوينس آيرس، ثم نال لقب كاردينال في 21 فبراير/شباط 2001.
في أثناء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأرجنتين في أواخر تسعينيات القرن العشرين، حظي خورخي بشعبية واسعة بسبب تواضعه، فقد فضّل العيش في شقة بسيطة بدلا من مقر إقامة رئيس الأساقفة، وكان يتنقل عبر وسائل النقل العامة أو سيرا على الأقدام بدلا من استخدام سيارات فاخرة.
كما شدد مرارا على أهمية دعم الفقراء ودمجهم في المجتمع، وفي عام 2010 عارض بشدة قانون تشريع زواج الشواذ في الأرجنتين.
المعاناة الصحية
بحلول عام 2021 رغم تعرضه لنوبات متكررة من مرض “عرق النسا” اضطرته لإلغاء بعض أنشطته، استأنف البابا رحلاته بحلول مارس/آذار، مسجلا سابقة تاريخية بكونه أول بابا يزور العراق، وفي يوليو/تموز من العام ذاته، خضع لجراحة في القولون.
استمرت المعاناة الصحية للبابا عام 2023، فقد خضع لعملية جراحية في البطن في يوليو/تموز، لكنه واصل سفره إلى مختلف دول العالم.
وفي أغسطس/آب 2023 زار البرتغال للمشاركة في اليوم العالمي للشباب، حيث أقام قداسا حضره مليون ونصف مليون شخص في لشبونة.
وفي سبتمبر/أيلول توجه إلى منغوليا التي بلغ عدد سكانها في ذلك الحين 3.5 مليون نسمة، بينهم ألف و500 كاثوليكي فقط، وأصبح أول بابا يزور تلك المنطقة.
وفي خطوة غير مسبوقة عيّن البابا فرانشيسكو في يناير/كانون الثاني 2025 الراهبة الإيطالية سيمونا برامبيلا في منصب رئيسة دائرة المعاهد الرهبانية وجمعيات الدوائر الفاتيكانية، وهي المرة الأولى التي تتولى هذا المنصب امرأة.
وفي فبراير/شباط 2025، واجه البابا أزمة صحية أدت إلى دخوله المستشفى بسبب التهاب في الشعاب الهوائية، تطور لاحقا إلى التهاب رئوي في كلا الرئتين، ما تطلب خضوعه للعلاج والمراقبة الطبية أياما عدة.
الجوائز والأوسمة
في بداية عام 2025 حصل البابا فرانشيسكو على ميدالية الحرية الرئاسية مع التميز من الرئيس الأميركي جو بايدن.
المؤلفات
أصدر خورخي ماريو بيرغوليو سيرته الذاتية بعنوان “الأمل”، كما كتب قبل انتخابه في منصب البابا مؤلفات منها:
في السماء والأرض.
تأملات للمتدينين.
تأملات في الحياة الرسولية.
الأمة التي سيتم بناؤها.
القوة الحقيقية هي الخدمة.
عقل مفتوح وقلب مؤمن.
وفي يونيو/حزيران 2013 أصدر أول رسالة بابوية له بعنوان “نور الإيمان”، أكمل بها سلسلة من ثلاث رسائل بابوية حول الفضائل اللاهوتية، بدأها البابا بنديكت السادس عشر، وتناولت الإيمان والرجاء والمحبة.
رويترز+ وكالات