تجربة جو أكاديمي تلهم متطلبات وأدوات مفهوم ونظام التعليم الإلكتروني التفاعلي الناجح
أخبار الأردن-نبراس نيوز- أصبح التعليم الإلكتروني مؤخراً ووفقاً لمستجدات الحياة وتغيراتها منذ السنوات القليلة الماضية، ضرورة مطلقة ومطلباً حيوياً للوصول إلى تعليم يتجاوز المكان والزمان والإمكانات المادية والفروق في قدرات وحاجات الطلبة، ومع ذلك، بقي الجدل دائراً حول كفاءة التعليم الإلكتروني وإمكانية ومنهجية تعميمه المثلى على المؤسسات التربوية والأكاديمية في المملكة والعالم العربي، بما يواكب عصر الحداثة ومستجداته.التجارب التي تنامت في هذا المجال خلال وإثر أزمة كورونا، ومنها تجربة المملكة التي نفذتها وزارة التربية والتعليم، وعلى الرغم من أنها لم تكن مثالية بالشكل المطلوب، كما لاقت ردود فعل تباينت بين مؤيد ومعارض، نظراً لمخاوف حول كفاءة هذه التجربة، وحول التعليم الإلكتروني بشكل عام، إلا أنها قدمت الفرصة لتقييم نظام التعليم السائد وهو التقليدي، وللتعرف على نقاط قوة وضعف التجربة ومعالجاتها المقترحة بناء على نتائج دراستها؛ وذلك لوضع الأسس لبناء نظام تعليمي إلكتروني أنجح، ليعم المؤسسات التربوية والأكاديمية مستقبلاً.
والحقيقة أن تنفيذ هذه التجربة وتلبية المتطلبات الأساسية لنمط التعليم الإلكتروني، لم يكن له أن يتحقق لولا الاستجابة السريعة للشركاء الداعمين، وعلى رأسهم منصة “جو أكاديمي”، وهي المنصة التي تعدّ الأكبر والأحدث للتعليم الإلكتروني التفاعلي في الأردن، والتي استطاعت خلال وقت قصير نيل ثقة أكثر من مليون طالب؛ ذلك أنها قدمت كل ما امتلكته من أدوات تدعم التعليم الإلكتروني.
لقد وضعت “جو أكاديمي” على عاتقها مهمة تصوير الحصص داخل استوديوهاتها بجودة عالية، مقدمة خريطة طريق لدمج التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم وتطوير البنى التحتية والأدوات الفعالة وتأهيل الهياكل التربوية والطلاب، من خلال نموذجها الذي يحتذى به في عالم التعليم الإلكتروني، والذي يتميز بإطاره من معايير التفاعل والتقييم.
وكانت “جو أكاديمي” التي تأسست كاستثمار نوعي في مجال التعليم منذ العام 2014، قد أدركت قبل غيرها مدى الأهمية التي سيحتلها التعليم الإلكتروني في العصر الرقمي الجديد، ما دفعها لإطلاق عملياتها وضخ الاستثمارات فور تأسيسها وبذل الجهود لقيادة تشكيل التوجهات في مجال تطوير التعليم.
هذه الاستثمارات والجهود توزعت على تطوير وتبني أفضل الحلول والأدوات التعليمية الإلكترونية، لمنح طلاب جميع المراحل التعليمية تعليماً إلكترونياً نوعياً، أينما كانوا ومهما كانت ظروفهم، مقدمةً لهم منصة ذات مزايا، مع محتوى تعليمي شامل ومتكامل ومبني على أسس علمية، سواء من مناهجهم الدراسية أو المواد المساندة، وذلك ضمن تجربة تحاكي التجربة الصفية، وبأسلوب تفاعلي تحفيزي قائم على نشاطات التحدي ولا يستثني التقييم الدائم لأداء الطلاب، بالتعاون مع نخبة من الكوادر التدريسية المتمرسة من أنحاء المملكة.
ومع توليفتها المعززة بالدعم الفني والقابلية للقياس، والتي جعلت الدراسة أكثر ترفيهاً وفعالية وموثوقية، وأكثر إلهاماً للأطراف المعنية بها من طلاب ومعلمين وقائمين على المنصة، فقد لاقت “جو أكاديمي” إقبالاً كبيراً، حتى باتت تخدم ما يزيد على مليون طالب وسط نتائج تحصيل دراسي مميزة، نتيجة للتحول من أسلوب التلقين إلى الإبداع والإنجاز، مقابل إقبال كبير مواز من المعلمين والمعلمات الذين يزيد عددهم اليوم على 400، والذين برهنوا على إمكاناتهم مع إتاحة المساحة والأدوات لهم.
هذه الأرضية الصلبة التي أرستها “جو أكاديمي” بما انطوت عليه من إنجازات يعتبر أهمها تغييرها لمفهوم التعلم وتسهيله مع إلغاء تحديات التعلم عن بُعد، وبالتالي ترسيخ ثقافة التعليم الإلكتروني ونشرها على نطاق واسع، لم تكن سوى جزء من خطتها الاستراتيجية؛ حيث أنها كانت منارة إلهام للمعنيين بالتعليم، خاصة في ظل الآفاق التي فتحتها أمام المؤسسات التربوية والأكاديمية الخاصة للاستفادة من خبراتها وقاعدتها التكنولوجية وحلولها، وذلك مع إطلاقها لحلول “جو أكاديمي أعمال”.
ولأن بناء منصات التعليم الإلكتروني وحلول صناعة المحتوى وحلول قواعد بيانات الطلاب والأدوات التسويقية، هو مسرح “جو أكاديمي” للإبداع، فقد قدمت لهذه المؤسسات مع حلول “جو أكاديمي أعمال”، معالجات لعدة قضايا تبينت أهميتها بالنسبة لأولياء أمور الطلبة، وذلك ضمن نتائج استبيان أجرته تلك المؤسسات حول الأولويات والخدمات الرئيسة التي تهمهم باعتبارها عوامل مؤثرة في رفع المستوى الأكاديمي لأبنائهم، ومن أبرزها ضرورة توفير منصات تعليم عن بعد ومحتوى أكاديمي تفاعلي.
ومن شأن باقة حلول “جو أكاديمي أعمال” مساندة المدارس الخاصة في المملكة، وتحديداً متوسطة وصغيرة الحجم، في توجهاتها لرقمنة التعليم، وتسهيل بنائها وامتلاكها لقنوات عصرية تجمع الطالب والمعلم وولي الأمر ضمن منصة واحدة خاصة بكل منها، لتشكل وسيلة أكثر إنتاجية وفعالية للتعاون والتواصل والإشراف، وهو ما ينطوي على انعكاسات قيمة في ما يتعلق بتطوير مخرجات التعليم مع تجربة تعليمية متطورة، وبالارتقاء بعمليات المدراس التشغيلية، ورفع سوية قطاع التعليم ككل.
مؤخراً، أعلنت لجنة التخطيط المركزي في وزارة التربية والتعليم عن إقرارها لنظام التعلم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية المدرسية للسير في اجراءاته التشريعية، الأمر المتمحور كخطوة مبدئية حول إعداد وتأهيل المدارس لتكون قادرة على تمكين الطالب للتعلم من خلال الوسائط الالكترونية المخطط لجعلها جزءاً من البيئة المدرسية.
المتمعن في هذه الرحلة وما طرأ عليها من تغيرات وما أفرزته من نتائج تجلت في تطور الأداء التعليمي والدراسي والذاتي لكل من المعلم والمتعلم، سيقف بالتأكيد في صف التعلم الإلكتروني التفاعلي النوعي.