مقالات

أمين زيادات يكتب: نتنياهو في عمّان.. إنجاز يُحسَب للملك

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات.. ربما ما سَأقوله بهذا المقال لن يُعجِب البعض أو حتّى الأكثريّة ولكنّي سَأتكلّم سِياسَة وليسَ عَاطِفة وليس مِا يَجول بِدَاخِلي ودَاخِل الكثيرين.

في البداية كُلنّا نتفق بِأَنّ إسرائيل دولة مُحتلّة لأراضي فلسطينية وهِيَ دولة غَير مَرغوب بِها في الشرق الأوسط، ولكِن في الأراضي المحتلّة مَن الذي يَحكُم ويُسيطِر هُناك بالطبع هُم الإسرائيليون والذي يَعرِف بُنيَة إسرائيل السياسيّة وكيفَ تكوّنت في المنطقة مِن طفل صَغير يَتيم إلى إنسان كَبير يَملِكُ كُلَّ مُقومَات الحُكم ليسَ فِي المنطقة فَقط بَل أن يَحكُم العالم.

وعندما نُتابع هَذِه المَسيرة والتي يَعرفُها كُل مُطّلع وبَاحِث في الشَأن الإسرائيلي يُؤكِد ما أقول، فَقد سَيطرَت على الإِعلام والإقتصاد في مُعظَم الدول الغربيّة وهُما أهم الأسلحة في عصرنا الحديث لِتحكُم العالم وتُسيطِر عَليه كما تُريد.

نَاهيكَ عَن الصِناعَات التي تمتلكها إن كانت عسكريّة أو إستهلاكيّة أو أكاديميّة ولا نَنسى تَطوّر الطب عِندَهم والتي تُعتبر مِن أقوى الدول طبيّاً وبحثيّاً وكذلك الزراعة وغيرها وغيرها.

فَهذا الطِفل اليَتيم المنبوذ هُنا في المنطقة بشكلٍ خاص وبالعالم أجمع، قد أصبحَ عَالِماً كبيراً ومَرجِعاً في الطب والإقتصاد والزراعة والعِلم وهذا كُلّه تمَّ خلال أقل مِن 60 عاماً، ونَحنُ كُنّا سَابقاً مَرجِعاً لِمَا ذَكرت وأصبحنا على ما نَحنُ عليه بؤساء مُستهلِكين لا نُقدّم للبشريّة شيء.

نتنياهو يُعرَف بِأنَّه الشخص القوّي في تل أبيب وحِزبُه كذلك وفي سَنواتٍ ماضية مِنَ الزمن كانت العلاقات الأردنية مَعه في أحسنِ حَالاتها فَكانَ هناك تعاونٌ في كُل المَجالات أهمُها العسكريّة والاستخباراتيّة والمياه وكانت إسرائيل فِعلاً تتدّخل لمُساعدة الأردن عِندَ كثير من الدول العربيّة والغربيّة.

وفي سَنواتٍ قريبة سَاءت العلاقة بينَ تل أبيب والأردن بفِعل عَدد مِنَ الأحداث المُتتاليّة التي حَدثَت في الجانب الإسرائيلي وطَبعاً تَراجع التعاون العسكري والإستخباري وتّمَ قطع المياه أو تقليل الكمية المحولّة للأردن حَسب إتفاقيّة السَلام وهِيَ عَصب الحياة، واستمرَ هذا الوضع سَنوات تقارَبت بِهِ عَدد مِنَ الدول العربيّة مع إسرائيل بِشكلٍ عَلنّي بَعدَ أن كانت بِشكلٍ سرّي، إذاً إسرائيل ما زالت تَزداد قُوة ونَحنُ نَزدادُ ضُعفاً.

حتّى أنّ إسرائيل في سَنواتٍ قَريبة حَرّكت كثير مِن وسائل الإعلام وزَوّدتهم بكثيرٍ مِن المعلومات المَغلوطَة التي تُسيء للأردن وللقيادة وهِيَ مِن وسائل الضغط على الأردن وتَوزّعت وتَناقلت مِثلَ النار بالهشيم هُنا وهُناك بدون أن تتحقق أي جِهة إعلاميّة مِن أي معلومة وصَلتهم فَالكُل في عالمِ السوشال مِيديا يَبحثُ عَن المُتابعة واللايك والتعليق والنتيجة دولارات يَتّم قبضها مِن اليوتيوب ووسائل أخرى، ولا يَهمّهم مَن الذي زَوّدهم بالمعلومات المُسيئة.

أخيراً تفاجأت كما تفاجأ الكثيرون بزيارة نتنياهو أول أمس إلى عمّان ولقاءه جلالة الملك، فَقد يَرى البعض هذه الزيارة عَابرة أو زيارة مُجامَلة ولكنّي أراها زيارة مُهمّة جداً وسوفَ يترتب عليها أموراً كثيرة إيجابية سنلمسها في وقت قريب إن شاء الله، وأنا أرى هَذه الزيارة إنجازُ يُحسَب للملك ولِحكمته وقِيادته وصبره.

وسَتبقى القيادة الهاشمية مَرجِعاً في المنطقة ومَصَدراً للحِكمة وسَتبقى الوصاية الهاشمية هِيَ الوحيدة على المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة كانت وما زَالت وسَتبقى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى