مقالات

أمين زيادات يكتب: أين الأخلاق يا سادة…!؟

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات.. الكل يُجمِع على أن الأخلاق أصبحت عملة نادرة في هذا الزمان، وعندما أقول أخلاق أتحدث عن منظومة من القيم التي تُسيّر حياة الإنسان دينيّاً وعمليّاً.

دينيّاً فإن الصلاة عند الكثيرين أصبحت نوعاً من الروتين في حياته فهو يُصلّي ويُردّد الصلوات عن ظهر قلب دون التمعّن والتفكير فيها وفي كلماتها وحتى أصبحت الصلاة عند الكثيرين رياء ومظاهر.

نُصلّي ونعمل المعاصي، نُصلّي ولا نحترم الجار ولا القريب، نُصلّي حتى يرانا الناس وليس الله وعندما نُصلّي نَدعِي على الناس ولا نَدعِي للناس، أصبح البعض بلا ضمير وبلا أخلاق، مشاعرنا أصبحت مُزيّفة والحب بلا مشاعر، فالحب عند البعض يبدأ بأول “لايك” على “الفيس بوك” أيُّ مشاعر هذه وأيُّ حب هذا وأيُّ عاطفة.

الزوج كُلّه مشاعر وكُلّه رومانسية ولكن ليس لزوجته بل لإمرأة أخرى، فزوجته لتربية الأولاد وللطبخ والتنظيف ولا يعلم أنها تتعرّض كل يوم لكلام رومانسي من رجل على شاكلته ولكنها تحترم نفسها.

عالم أصبح بلا أخلاق، المال طغى على عيون الناس، الكل يركض وراء المال ولا يهتم البعض كيف يحصل عليه، فالمال وجد لكي يُسيّر الحياة فأصبح هو كُل الحياة، من يملك المال بهذا الزمن أصبح يُنادى بالشيخ.. يا حرام عليك يا شيخ.

ويجلس هذا الشيخ المُزيّف في المقاعد الأولى، لم يعد أحد يعرف حجمه ولا مستواه الفكري والثقافي، عالم غريب فالمال لا يمكن أن يعطي الحكمة ولكن الحكمة تعطينا المال.

عالم أصبح بلا أخلاق الكل يغُش ويستغل الآخر، الطبيب يستغل المريض واللّحام يغُش الطبيب والميكانيكي يغُش اللّحام.. هي دائرة من الغُش والاستغلال والخداع فالإنسان أصبح سلعة وله ثمن عند البعض.

الموضوع طويل جداً وهذا الكلام غيضٌ من فيض وأقول للبعض الأخلاق لا تتجزأ أبداً فإمّا أن تكون تملك الأخلاق أو تكون بلا أخلاق.

عالم كُلّه تنظير وكذب ونفاق وحسد، عالم مليء بالأمراض النفسية وأهمّها جنون العَظَمة عند البَعض… يا سادة نحن بحاجة إلى الأخلاق ولو عرضنا الأخلاق للبيع، لن يشتري منها أحد فالكل سيدّعي أنه يملك الأخلاق وعنده فائض منها، وفي الحقيقة الكثيرين فقدوا منظومة القيم الأخلاقية للأسف.

وأختم بهذه الأبيات الشعرية للشاعر محمود الأيوبي لعّل البعض يشتري له أخلاق:

والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ.. وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
وقد ترى كافراً في الناسِ.. تحسَبُهُ جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه.. وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ.. ففي طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ

16/10/2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى