مقالات

كتبت لارا مساعده: كنت أعتقد أن الآباء لا يبكون

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم لارا مساعده.. كنت أعتقد أن الآباء لا يبكون ابداً لكنني رأيتُ أبي يبكي لأول مره .. وهو يجلس جانب صورة أمي.. ويضيءُ لها الشمعات بكاسات السكّر.. ويضع الوردات الحمر وكأنه يعاتبها الرحيل.
والمره الثانيه..عند زواج أختي الكبيرة رأيت دموعه… فكانت الأقرب لقلبه فكان دائماً فخوراً بها ..وعند ذكر اسمها أرى عيناه تلمع.
والثالثه عند زواجي وتوديعي له…
عانقني بقوة وكأنه يقول..ابنتي الحنونة لقد كبُرت ورحلت عني..
بكينا…طويلاً طويلاً.. بكيت لأني لم أشبع منك
والرابعة..قبل سفر أخي بساعات قليلة…
كان يبكي على دموعي التي تختنق وتترجى أخي بعدم السفر …
كم أشتاق لتفاصيلك حبيبي…
من استيقاظك الساعة الخامسة صباحاً.. الى ابريق الشاي الصغير خاصتك… طعم كاسة الشاي التي تصنعها ما زالت تعشعش في قلبي
أحنّ الى عطرك وأناقتك…
الى حذائك…
الى يديك أبي …التي تعبت جداً
الى أظافر قدميك التي كنت استمتع عند قصها لك… كانت سعادتي تحت أقدامك حبيبي ..

الى فرشة الاسفنج المهترئة المخصصةِ لجلوسك جانب الياسمينة … وتحت التينة..
الى رائحة قهوتك….
لقلاية البندورة التي كنت تعملها بحبّ ….
لهدوءك وصمتك…
لرجولتك ..
وكبرياءك…
حنانك الذي لم أشبع منه…
اشتاق لضحكتك…
اشتاق لإبرة الانسولين ..وكم كان يوجعني مرضك …
لسيجارتك التي تحترق بين أصابعك.. وأنت تسرح بعيداً…

أرى ثوبك معلقاً…
وثيابك مرتبه بتلك الخزانة المهجوره الآن…
أرى منديلك الأحمر المهدّب…
ليتني بقيت صغيرتك التي كنت تراها الأحن والألطف ..
ليتني شبعت من تلك اللحظات

كنت أنظر اليك.. وأتمنى أن أموت في حضنك حبيبي..
ولا ينتزعني أحد من بين أحضان أحنّ رجل عرفته…
اذكر أني مسحتُ دموعي التى انهارت على قدميك وأنت نائم والأجهزة تعتلي جسمك
كنت واثقه أنك تسمعني وتحس بحرقة دموعي ..
توسلتك أن تستيقظ… لأجلنا

توسلت أخي الكبير أن يعمل المستطاع..
بكى ..دموعه انهمرت تحرق قلبي …فاتحاً يديه.. وينظر إلى السماء ….
رحلتَ حبيبي .. وكم وكم أتمنى لو شبعتُ منك
حسرتي بفقدانك…
فأنت الرجل الطيب الكريم الحنون
لا بشهادة ابنتك فقط.
بل كل من عرفك بكاكَ حبيبي…
فليس لك مثيل …
#اشتقتلك من عندي لعندك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى