عربي دولى
الهند تستأنف العمل بأقصى طاقة رغم تفشي كوفيد-19

أخبار الأردن-نبراس نيوز- تتجّه الهند لتصبح الدولة التي تسجل أعلى عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم، لكن من مصانع ماهاراشترا المزعجة إلى أسواق كولكاتا المزدحمة، عاد الهنود إلى العمل بأقصى طاقة وهم يتطلعون لنسيان الوباء قبل موسم المهرجانات.
بعد إغلاق صارم في مارس، ترك الملايين على شفا المجاعة، قررت حكومة وشعب ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان أن تستمر الحياة.
الأسوأ منذ عام 1947
وسجلت الوفيات المؤكدة للوباء أعلى معدل في الدول الأغنى في صفوف السكان الأكبر سناً، ويبلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة ضعف مثيله في الهند رغم أن لديها ربع عدد السكان فقط.
عانت البلدان الفقيرة من مصاعب اقتصادية أسوأ بكثير، حيث يتوقع البنك الدولي أن يقع 150 مليون شخص في براثن الفقر المدقع في جميع أرجاء العالم.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للهند بنسبة 10,3 بالمئة هذا العام، وهو أكبر تراجع لأي دولة ناشئة كبرى والأسوأ منذ الاستقلال في عام 1947.
كارثة الإغلاق
عندما دخلت الهند في إغلاق وطني، شكّل الأمر كارثة إنسانية، حيث ترك ملايين العاملين في الاقتصاد غير الرسمي عاطلين عن العمل ومفلسين ومعدمين فجأة.
يحذر الخبراء من أن موسم أكتوبر-نوفمبر، حين يحتفل الهندوس بالمهرجانات الكبرى مثل دورغا بوغا ودوسيهرا وديوالي، قد يؤدي إلى زيادة حادة في الإصابات، خاصة مع تدافع المستهلكون في الأسواق لشراء سلع باهظة الثمن بسعر مخفض.
الجوع أو الفيروس
وقال سونيل كومار سينها، كبير الاقتصاديين في وكالة الهند للتصنيفات والبحوث ومقرها بومباي، إن الهنود يواجهون خيارًا صعبًا.
وأفاد “يتعين على الناس اختيار الموت جوعا أو المخاطرة بالإصابة بفيروس قد يقتلك أو لا يقتلك”.
وفي الواقع، فاجأ معدل الوفيات المنخفض نسبيًا في الهند، حوالي 1,5 بالمئة من أكثر من سبعة ملايين حالة، الكثيرين الذين حذروا من أن فيروس كورونا سيؤدي إلى تدمير مدنها المزدحمة، التي تعاني من سوء الصرف الصحي والمستشفيات العامة المتداعية.
تقبل الموت “بصدر رحب”
منح الوضع الجيد نسبيا وغير المتوقع متنفسا لرئيس الوزراء ناريندرا مودي قبل اتخاذ القرار الصعب بفرض إغلاق جديد، خاصة أن الخسائر البشرية والتكلفة السياسية لإغلاق آخر قد تكون اكبر من عدد الإصابات.
لكن عالم الأوبئة بجامعة ميشيغن برامار موخيرجي حذر من أنه لا ينبغي للحكومة ببساطة أن تدع الفيروس يأخذ مجراه.
وأفاد موخيرجي “من أجل الانفتاح عليك تكثيف اجراءات الصحة العامة … اذا رفعت قدمك تماما عن المكابح فإن الفيروس سينطلق ايضا”.
الشهر الماضي، انتقدت الجمعية الطبية الهندية حكومة مودي بسبب “عدم اكتراثها” بتضحيات موظفي الخطوط الأمامية في واحد من أقل أنظمة الرعاية الصحية تمويلًا في العالم.
(ا ف ب)