حيث أظهرت بيانات التجارب الأولية للقاح الذي تطوّره شركة موديرنا ضد كوفيد-19، أنه آمن ويثير استجابة مناعية، في خطوة تعتبر سابقة للشركة الأميركية التي تواجه منافسة قوية من عشرات الشركات العالمية.
ولدى استعراضه النتائج، قال الدكتور تال زاكس المدير الطبي في موديرنا إنه “يوم جيد بالنسبة لنا”، وأضاف أن “على الرغم من أن التأثير الوقائي للقاح لا يمكن معرفته من الناحية الفنية حتى الآن، إلا أن جميع المؤشرات تشير إلى أن mRNA-1273 سيكون آمنا وفعالا”.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن زاكس قوله إن مستويات الأجسام المضادة التي أنتجها المشاركون في التجربة كانت مماثلة لتلك الموجودة في المرضى الذين تعافوا من كوفيد-19، مما يشير إلى أن اللقاح المرشح يوفر نفس الحماية.
يضاف إلى ذلك، أن اللقاح المرتقب لم يولّد نوعاً من الخلايا المناعية التي تجعل الناس المصابين بأمراض أخرى، عند التطعيم، أسوأ حالاً، حسب زاكس.
وستجرى التجارب السريرية في هذه المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مئة ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً. وسيتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدى سنتين لمعرفة ما إذا كان اللّقاح آمناً وفعّالاً في منع الإصابة بعدوى “سارس-كوف-2”.
كذلك فإنّه في حالة الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بالمرض رغم خضوعهم للّقاح، فإنّ الدراسة ترمي لمعرفة ما إذا كان اللّقاح يمكن أن يحول دون ظهور أعراض المرض على هؤلاء المصابين. وحتّى إن ظهرت أعراض على أشخاص تم تلقيحهم فإنّ هذا الأمر يمكن أن يعتبر نجاحاً إذا ما منع اللقاح ظهور إصابات خطيرة بكوفيد-19.
ومن المفترض أن تستمر الدارسة حتى 27 أكتوبر 2022، لكن من المفترض صدور نتائج أولية قبل هذا الموعد بكثير.
ويضع هذا الإعلان شركة موديرنا في طليعة السباق العالمي من أجل التوصّل للقاح مضادّ للوباء الذي أصاب لغاية اليوم أكثر من 13 مليون شخص في العالم وأوقع أكثر من 570 ألف وفاة.
يشرف على التجربة السريرية مركز أبحاث اللقاحات التابع للمعاهد الوطنية للصحة، بقيادة خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي.
ويتم إنشاء اللقاح التجريبي بسرعة البرق، ففي 16 مارس، أي بعد شهرين فقط من كشف العلماء الصينيين عن التسلسل الجيني للفيروس، تم حقن متطوع باللقاح في سياتل. وهذا يعتبر رقماً قياسياً للحصول على لقاح جديد، في التجارب البشرية.
وتدعم الحكومة الاتحادية مشروع لقاح موديرنا بما يقرب من نصف مليار دولار، واختارته كواحد من أوائل اللقاحات التي دخلت في تجارب بشرية واسعة النطاق.
ويحذّر العلماء من أنّ اللقاحات الأولى التي ستطرح في الأسواق لن تكون بالضرورة الأكثر فاعلية. وتقوم التكنولوجيا التي تعتمدها شركة موديرنا والقائمة على جهاز الحمض النووي الريبي، على إعطاء الجسم المعلومات الجينية لإطلاق وقاية استباقية من فيروس كورونا المستجدّ.