اخبار المجتمع

وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره اليوناني

أخبار الاردن-نبراس نيوز-التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، نظيره وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وجهود وقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يسبب.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران بعد اللقاء، أكد الصفدي عمق علاقات الشراكة الراسخة المتجذرة بين الأردن واليونان، والحرص المشترك على تطويرها، وإدامة التشاور والعمل المشترك لتعزيز علاقات الشراكة وإيجاد البيئة الإقليمية التي توفر الأمن والسلامة والاستقرار والتنمية والإنجاز لشعوب المنطقة وللبلدين الصديقين.
وشدد الصفدي على أهمية التعاون القائم بين البلدين الصديقين ثنائياً، وفي إطار آلية التعاون الثلاثي بين الأردن واليونان وقبرص، والتي يحرص جلالة الملك والقادة في قبرص وفي اليونان على تطويرها بشكل مستمر.
وقال “نحن شركاء ونريد تحقيق الأهداف ذاتها؛ نريد تطوير علاقاتنا الثنائية والبناء على هذه الشراكة الراسخة المتجذرة في عقود من العمل المشترك ومن القيم المشتركة ومن الحرص المشترك على أن نخدم مصالح بلدينا وشعبينا، وأيضاً في إطار العمل المشترك من أجل بناء الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا”.
وزاد “نحن في جوار واحد؛ ما يحدث في منطقتنا تتأثر به اليونان وما يحدث هنا نتأثر به نحن، وأي تهديد للأمن والاستقرار في أي من منطقتينا هو تهديد مشترك لنا، ومن هنا الحرص على إدامة التشاور وإدامة العمل معاً من أجل تعزيز علاقات الشراكة والتفكير معاً بكيفية إيجاد البيئة الإقليمية التي توفر الأمن والسلامة والاستقرار والتنمية والإنجاز لشعوبنا و لبلدينا”.
وأضاف الصفدي “آلية التعاون الثلاثي بين الأردن وقبرص واليونان هي آلية عملية استطعنا من خلالها أن نحقق إنجازات واضحة في تعزيز التعاون اقتصادياً، وسياحياً، واستثمارياً، وتجارياً، وثقافياً، وأمنياً، ونتطلع إلى المزيد من التعاون وإيجاد مساحات أكبر وأكثر رحابة للبناء على هذه العلاقات”.
وقال “أتفق مع ما قاله نظيري اليوناني أن العلاقات بين منطقتينا تعود إلى آلاف السنين من الشراكة وهذه العلاقات قائمة على قيم إنسانية، والاحترام المتبادل، وفي التاريخ الحديث أيضاً علاقاتنا قائمة على ضرورة احترام القانون الدولي، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، واحترام القيم الإنسانية المشتركة، لكن كل هذه القيم تستباح الآن، نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، 264 يوماً من عدوانٍ غاشم دمر مجتمعاً بأكمله، هجر أكثر من ثلثي سكان غزة، وقتل أكثر من 39 ألف شخص، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، ودمر المدارس والمستشفيات، والمساجد، وهذا عدوان غاشم لن يحقق أمناً لإسرائيل ولن يحقق سلاماً في المنطقة لأن إسرائيل لن تحصل على الأمن ما لم يحصل الفلسطينيون أيضاً على الأمن والسلام”.
وأكد أن “الطريق إلى ذلك هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
وأضاف الصفدي “هذه الحرب يجب أن تتوقف، وما تقوم به إسرائيل من قتل للأطفال، ومن تدميرٍ للمدارس، وتدمير للقانون الدولي، ولصدقية كل مؤسسات العمل الدولي هو ضرر وجريمة يجب أن تتوقف”.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني يزداد كارثيةً، حيث صدر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بالأمس وأظهر أن 96 بالمئة? من سكان غزة يعانون أوضاعاً لا يمكن القبول بها إنسانياً، وإلى أن الأمم المتحدة ومنظماتها غير قادرة على توزيع الغذاء والدواء.

وقال “إسرائيل لا تمنع وصول الغذاء والدواء والماء والخدمات إلى غزة فقط، لكنها أيضاً تمنع المنظمات الأممية من إيصال هذا القليل من المساعدات إلى محتاجيها في غزة”.
وشدد على أن “هذه الحرب يجب أن تتوقف، استمرارها يظهر عجزاً معيباً في مؤسسات العمل الدولي المشترك، وفي قدرتنا مجتمعين على وقف جرائم حرب أثبتت كل التقارير التي صدرت من منظمات مستقلة أنها جرائم حرب تخرق القانون الدولي، وإسرائيل الآن أصبحت دولة مارقة وضعت على القائمة السوداء للدول التي تقتل وتنتهك حقوق الأطفال، ومحكمة العدل الدولية تطالبها بوقف حربها، وبوقف الإجراءات التي تخرق من القانون الدولي”.
وزاد “تنظر محكمة العدل الدولية الآن في قضية احتمال أن تكون إسرائيل ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية، كل هذا يقول بإنه لا يمكن السكوت على ما يجري، ونحن في الأردن وفي المنطقة العربية، بالتأكيد كلنا نريد السلام العادل والشامل، لكننا كلنا نؤمن أن طريق هذا السلام هو ما توافقنا عليه في اليونان وفي الاتحاد الأوروبي وحتى في الولايات المتحدة أن طريقه هو حل الدولتين، لكن إسرائيل تقوض هذا الحل”.
وقال “هناك شريك للسلام في العالم العربي، لكن الحقيقة أن لا شريكاً إسرائيلياً للسلام، والآن نحن نتعامل مع حكومة هي الأكثر تطرفاً، مستمرة في عدوانها على غزة، وفي استخدام التجويع سلاحاً، وفي تدمير البنية التحتية في غزة، وهنالك أيضاً حرب أخرى تشنها إسرائيل في الضفة الغربية، حيث يستمر الاستيطان، ويستمر إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية”.
وأضاف “ذكرت معالي الوزير دور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، ونرى ماذا يجري ضد هذه المقدسات، من ليس فقط اعتداء على المقدسات الإسلامية، ولكن أيضاً على المقدسات المسيحية، وعلى رجال الدين، ومصادرة ممتلكات الكنائس بما فيها الكنيسة الأرثوذكسية، وكل هذه خطوات لا شرعية تدفع الضفة الغربية باتجاه التفجر، وإذا تفجرت الأوضاع في الضفة الغربية، فنحن أمام كارثة أكبر من الكارثة التي نراها”.
وزاد “خطر توسع الصراع إقليمياً يتفاقم يوم بعد يوم مع ما نراه من تصعيد ضد لبنان أيضاً، وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وكل هذا يدفع الجميع باتجاه اتخاذ تحركات فورية، ونحن مستعدون في العالم العربي لأن نتحرك فوراً، وقدمنا رؤية عربية مشتركة لمجموعة من الدول العربية ترتكز إلى القيم والمبادئ والثوابت التي نؤمن بها جميعاً، تبدأ بوقف العدوان، وتمر بتلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة، وإعادة إعمارها، وتوقف الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وتقتل فرص تحقيق السلام، وتنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وأكد الصفدي “نحن مستعدون، ونتطلع إلى اليونان وإلى أوروبا والاتحاد الأوروبي بشكل خاص، شريكاً أساسياً في هذا الجهد، وننتظر من الاتحاد الأوروبي أن تتشكل لجنة الاتصال وفريق العمل الذي كنا اتفقنا عليه حين التقينا عدداً من الدول العربية والاتحاد الأوروبي في بروكسل، لنبدأ بتنفيذ خطة لتحقيق السلام”. وشدد على أنه “لا يمكن أن يسمح لنتنياهو ولوزرائه المتطرفين بالمزيد من الإجراءات التي ترهن مستقبل المنطقة كلها للدمار، ويجب فرض السلام، لأن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، ونحن نريد أن نعمل معاً، ولا يمكن السماح باستمرار الوضع الكارثي الذي نراه ويتفاقم يومياً في غزة، ولا يمكن السماح باستمرار الإجراءات التي تهدد بتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، وتهدد بتفجر الصراع في لبنان، ولا يمكن السماح باستمرار خرق القانون الدولي، وارتكاب جرائم الحرب دون تحرك دولي فاعل لوقفها، لأن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وفي الضفة الغربية ليس فقط الفلسطينيون الذين يشردون ويفقدون أملهم وحياتهم ومدارسهم، لكن صدقية القانون الدولي ومكانة شركائنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة وغيرها هي ضحية أخرى لهذا الراهن المعيق، وهذا أمر يجب أن نتحرك بشكل فوري لوقفه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى