صورة وخبر

كتبت نور حتر : العلاج بالفنون والصحة النفسية

أخبار الاردن-نبراس نيوز- كتبت نور حتر إخصائية العلاج بالفنون

“2024- OUR MINDS OUR RIGHTS” WHO theme of 2023 ”

ضمن هذا الشعار المخصص للصحة النفسية الذي تم اطلاقه في شهر أكتوبر المنصرم، أود التطرق بشيء من التفصيل عن العلاج بالفنون ،رغم اتساع هذا العلم كإحدى الطرق العلاجية في مجال الصحة النفسية ، وبداية سأتطرق للحديث بشيء من الإيجاز عن هذا المجال الذي يعتبر علم غير مألوف في مجتمعاتنا العربية ومن يقوم بتدريسة بشكل لائق وأكاديمي مناسب قلائل ، رغم انتشاره بقوة في دول الغرب كنمط من “أنماط العلاج المساند للعلاجات النفسية فهو مزيج من علوم الفن وعلم النفس لتسهيل حياة البشر ، الذي بدأت أصوله تاريخياً في عهد الفنان أدريان هيل العام 1940،عندما أصيب بمرض السل واستخدم العلاج بالفنون كوسيلة للتعافي في فترة الحجر الصحي ، وأثبت ذلك عمليا   وهو الذي صاغ اصطلاح العلاج بالفنون بطريقه علميه في الأربعينيات وتطور بشكل واضح في زمن الطبيب ادوين بابيت في أميركا ، ثم جاءت الأم مارغريت نومبورغ لتؤكد أهميته مع الأطفال في المراحل العمريه الأولى  كوقاية لاحقه ذات ديمومة للجيل الناشيء مستقبلا.
قبل ذلك كانت العلاجات بالفنون من قِدَم التاريخ في الطب الهندي والصيني كطقوس شفائية تربط بين الجسد والعقل والروح, انطالقا من  الأبعاد الدينيه لدى الشعوب القديمة وعلاقتها  بالألوان  والفنون الإبداعية على اساسات الضوء وحرارته واللون ، ولا تزال حتى يومنا هذا ؛ فالعمليات الفنيه تُعّد من أفضل وسائل التعبير عن الذات الداخلية العميقة من خلال ,الرسم, النحت ، الدراما، الرقص والبستنة, والكثير من الأساليب دون قيود ، الوسيط الوحيد هو مشاعرهم العميقة ، وحواسهم وهذا بحد ذاته تفريغ انفعالي بطريقة سويّة ، صحيّة ، طريق نحو التعافي النفسي ،وأفضل ما قدمه لنا! هو أن لا داعي لتكون فنان ذو موهبة فَذّة.

يوجد العديد من العلاجات بالفنون المختلفة التي تنطبق وتصلُلح مع الكثير من الإضطرابات النفسية وتنوعها حسب أنماط الشخصيات  كما هو الحال مع أساليب العلاجات التقليدية التي تختلف حسب فردية الشخص، وحسب التشخيص للحالة وحسب الخطة العلاجية الأنسب  التي تلائم كل شخص.
العلاج بالفنون هو وسيلة للتعزيز الذاتي للوعي ، والتفكير الإبداعي وتقييم الحالة على حياة البشر باستخدام التعبير اللفظي وغير اللفظي مع مَن عانوا من صدمات نفسية أو ذوي الإعاقات مثل التوحد الغير لفظي ومع أي إعاقة لا تستخدم اللغة المنطوقة كما هي فعاليته مع القلق واالكتئاب والزهايمر والخرف المبكر ، وأيضا في مراحل التعافي من السرطان وأثناء العلاجات الدوائية في سبيل تحقيق التفاعل الاجتماعي المناسب والتعبير عن المخاوف المكبوتة في الاشعور بدون قيود وبحرية ؛ فالفن والتعبير عن الذات من خلال نقل الخبرات المكبوته قادر عل التحرر من الصراعات الداخلية ، والتنفيس ، والتخلص من الكبت ، وما توصل له الام  ماغريت نومبورغ الملقبة بأم العلاج بالفنون في أميركا أن الأطفال الذين  عبروا عن أنفسهم بطرق إبداعية كان نموهم صحي أكثر من سواهم كتفريغ انفعالي للتعامل مع مخاوفهم بطريقة آمنه وممتعه بنفس الوقت وقائي ذات ديمومة للجيل الناشيء مستقبلا.

وأما عصبيا وطبيّاً بحسب المختص كاربديان 2023 فإن استخدام الأضواء والألوان الموجيّة يُحفّز هرمونات الجسم ، التي بدورها تُسرِّع عمليات الشفاء الفسيولوجيه ، لذلك حتى المكفوفين من ذوي الاضطرابات النفسية قادرين على التعافي من خلل الشعور بالألوان .
وفي خبرتي مع كبار السن اثبتت العمليات الفنيّة فعاليتها لاكتشاف مكبوتات النفس المؤلمة والإيجابية بنفس الوقت ، عبّروا عنها برسومات حُرّه لا يمكنهم البوح بها ، من مشاعر وانفعالات عن مدى الخوف أو الأمان ، عن القلق أو الاكتئاب وفقط ببعض الألوان والخطوط التي ميّزت كل شخص اوحتى ببعض الخربشات الكتابية التي تركت انطباعا عميقا في داخلي محوره :” إن سَلِمَت روح الانسان  ونفسُه سَلِمَ جسده” .
وختاما برأيي الشخص كمختصة في مجال العلاج بالفنون أتمنى أن يطبق هذا النمط العالجي على النساء المعنفات الغير قادرات مجتمعيا عن التعبير عن مخاوفهن  أو عن أي مشاعر مُكرِبَة لهنّ بسب الخوف من نظرة المجتمع وهذه ضروره للرفاه النفسي خاصة من كانت ام لأطفال ، فإن سلِمَت البيوت الموصدة الأبواب سَلِمَ المجتمع بأكملِه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى