مقالات

أمين زيادات يكتب: للأسف إعلامنا الرسمي بحاجة الى إعلام !َ؟

مقال كتب بتاريخ 12 أيار 2019

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات..من يتابع الإعلام الرسمي بمختلف أشكاله للدولة الأردنية من أصحاب الاختصاص ومنذ سنوات يلاحظ التراجع الواضح في المهنية والأداء.

مهمة الإعلام الرسمي ليست فقط نقل وتحرير أخبار رئيس الوزراء والوزراء ووزراتهم أو مؤسسات الدولة المستقلة أو التركيز على هذا المسؤول أو تلميع ذاك ، ولكن أيضاً مهمته البحث عن الأخبار في مختلف أرجاء الوطن إن كانت لقاءات أو تقارير أو تحليلات أو استضافات وسرعة بثها.

فما نشاهده منذ سنوات هو إدارة مؤسسات الإعلام الرسمي بعقلية الماضي دون البحث عن التطور ومجاراته.

في كل تقرير أو لقاء على هذه المؤسسات الإعلامية الرسمية تجدها ومنذ سنوات تستخدم نفس المفردات ونفس الكلمات ونفس العناوين وحتى مكان الفاصلة أو النقطة وتستضيف نفس الوجوه دائماً وتحاورهم بنفس الأسلوب.

هذا إن دل إنما يدل على أن معظم العاملين بهذه المؤسسات لم يتطوروا أو لم تسمح لهم مؤسساتهم الإعلامية أن يتطوروا.

والدليل أن عدداً كبيراً من الإعلاميين الأردنيين المبدعين خارج الوطن هم أبناء الإعلام الرسمي الأردني ولم يكن أحداً يسمع بهم هنا.

لا يمكن الاستمرار بهذا الروتين القاتل بهذه المؤسسات الإعلامية الرسمية خصوصاً مع هذا التطور التكنولوجي المتسارع، فلم يعد المتلقي ينتظر خبراً حصرياً على مؤسسات الإعلام الرسمي.

كثير من الأحيان نسمع أخبار الأردن من فضائيات أو وكالات عربية وحتى أجنبية أو على مواقع التواصل الإجتماعي ، فوسائل الإعلام الأردنية تأخذ ساعات من التشاور والتحاور لبث الخبر.

في عصر العولمة والتطور التكنولوجي الهائل والمتسارع لم يعد لمؤسسات الدولة الأردنية الإعلامية مكاناً فهي بآخر القائمة الإعلامية من حيث المهنية والسرعة ولم يعد مقبولاً اختيار مديراً أو وزيراً لمؤسسة إعلامية بالواسطة والمناطقية والعشائرية ، فاختيار هؤلاء لا بد أن يتم لمهنيتهم وثقافتهم ومسيرتهم الإبداعية.

ولا بد أن يتم تغيير النمط والنهج الروتيني في عمل هذه المؤسسات وأن لا ننتظر ما ينشر أو ما يبث ونرد عليه ، بل لا بد أن تكون هذه المؤسسات الإعلامية الرسمية هي المبادرة بالنشر والبث والتوضيح وتتابع الحدث أين ما كان حتى تعيد ثقة الناس بها.

الإعلام الحكومي وحتى الخاص ليس وظيفة مرتبطة بساعات عمل محددة ولكنها مهنة الإبداع والتميز.

مع تقديري واحترامي لكثير من الزملاء الإعلاميين المهنيين المبدعين بهذه المؤسسات الإعلامية الرسمية والذين لم يأخذوا حقهم الوظيفي حتى الآن ولم تسمح لهم عقلية الماضي التي تدير هذه المؤسسات إخراج إبداعاتهم ومهنيتهم.

وحتى نكون منصفين للإعلام الرسمي الأردني فما كتب بهذا المقال ينطبق على معظم الدول العربية وإعلامها الرسمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى