مقالات

ا.د.فواز صويص يكتب: زلزال سوريا وتركيا.. التوعية واجب

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم ا.د.فواز صويص.. لا زالت آثار الزلازل الذي ضربت سوريا وتركيا قبل عدة أشهر ماثله للعيان. حيث أن حجم الأضرار وكلفتها كانت أكبر من قدرة سوريا وتركيا على تحملها.

باستطاعة المختصون من إطلاق التحذيرات للكثير من الأحداث كالثلوج والفيضانات والعواصف الشديده، في حين يعجز المختصون عن التنبؤ بحدوث بعض الأحداث الطبيعية الأخرى كالزلازل الأرضية والذي يؤدي ذلك الى عدم القدرة على اطلاق التحذيرات المناسبة، وبالتالي فإن الخسائر بالارواح والممتلكات ستكون كبيرة.

هنالك الكثير من الواجبات الملقاة على عاتق الحكومات وأجهزة الأمن والدفاع المدني وجميع المؤسسات القادرة على تقديم العون والمساعده للمتضررين بعد حدوث الزلزال. ومن أهمها عمليات الانقاذ والتعامل مع الناس الذي دمرت بيوتهم وكيفية تقديم المساعدة لهم ونقلهم الى أماكن بعيدة عن مكان الزلزال، وأمور أخرى كذلك.

أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن زلزال سوريا وتركيا هو أكبر واسوأ كارثة طبيعية حدثت خلال قرن في اوروبا. حيث ان الاحصائيات تشير الى ان عدد الاموات يقارب 46000 شخص، وان هناك 20 مليون متضرر، في حين ان هنالك اكثر من 85000 مصاب نجوا من الزلزال. كذلك فإن المصادر الاعلامية قد اشارت الى ان الزلزال قد ألحق الضرر بأكثر من 200000 بنايه. ومن المؤكد ان هنالك زياده ستطرأ على هذه الارقام في الفترة القادمة.

يمكن تقدير حجم الكارثه وكلفتها من هذا الزلزال بمقدار أثرها على مساحة المنطقة المدمرة، عدد السكان المتضررين، عدد المباني والطرق والجسور والسدود التالفة والمدمرة وتأثير كل ذلك وغيرها ايضا على النشاطات الاقتصادية. وقد قدر البنك الدولي هذه الاضرار بأكثر من 30 مليار دولار.

ان مرحله الانقاذ والتفتيش على الضحايا والمحاصرين هي من اهم واصعب مراحل الكارثة، حيث ان الخبرة والدقة وتوفر الآليات المناسبة تساعد على زيادة درجة النجاح في هذا العمل. وخلال ذلك تأتي مرحلة تقديم المساعدات التي تمنحها الدول للتخفيف على المصابين. وهذه المساعدات تكون على شكل مواد غذائية، ملابس، منازل وخيم وكذلك ادوية ومساعدات طبية. ويلازم هذه المراحل ايضا مرحلة الاخلاء وهي نقل وتحريك اعداد كبيره من الناس من مكان يمثل خطورة الى مكان اكثر أماناً. وقد كان عدد الاشخاص الذي تم نقلهم من مكان الزلزال الى اماكن اخرى ما يقارب 2.2 مليون نسمة. ولا زلنا نذكر مخيم الرويشد ومخيم الزعتري عندنا في الأردن الذي تم انشاؤهما لإيواء النازحين.

ان التخطيط لهذا النوع من الكوارث مهم جداً لأنه دليل يحتوي على النقاط الواجب تغطيتها وأخذها بعين الاعتبار، كذلك فإن كفاءة العمل بجميع مراحل الكارثة تعتمد الى حد كبير على قوة اقتصاد البلد ومستوى التطور الذي وصلت إليه. لهذا فمن الواجب ان نتعلم من هذا الزلزال ونقوم بالتخطيط السليم وبتطوير نظام الكارثة بطريقة قد تؤدي الى تخفيف شدتها لتقليل الخسائر بالارواح والممتلكات، وهذا النظام يحتوي على بنود عديدة، ولكن من اهم بنود هذا النظام هو التوعية والتي يجب ان تاخذ بعين الاعتبار النقاط الآتية:

أولاً. الطلب من جميع الادارات العليا لجميع القطاعات ان تاخذ موضوع التوعية بجدية عالية.
ثانياً. عقد محاضرات تثقيفية لتوعية الموظفين عن جميع انواع الكوارث وخاصه الزلازل واخطارها، وتوزيع كتيبات خاصة بذلك.
ثالثاً. الطلب من الادارات العليا لجميع الدوائر والمؤسسات والمصانع ومن خلال لجان سلامة عامة تشكل لتكون مسؤولة عن امور السلامة في اماكن العمل، تحديد اماكن اخلاء يصل إليها الموظفين بسرعة وسهولة. وكذلك لافتات تشير الى الطريق المناسب لهذا لمكان.
رابعاً. حيث ان الجامعات وكليات المجتمع والمدارس تحتوي على اعداد كبيرة من الطلاب والاداريين والاكاديمين، فإنه يجب على ادارات هذه المؤسسات طرح مساق للطلاب كمتطلب للجميع تحتوي على مواضيع عديدة تتعلق بالسلامة العامة. حيث ان مساق من هذا النوع قادر على توصيل التعليمات الاساسية لمواضيع السلامة العامة للعاملين وللطلاب ولعائلاتهم ايضا، وهذا يزيد من نسبه الناس التي تعرفت على امور التوعية.
خامساً. يجب عمل تمرين لعملية الاخلاء لجميع العاملين بالجامعات واماكن العمل الاخرى. كذلك يجب عمل تقييم لهذا التمرين وتعديل النقاط الذي لم تنفذ حسب ما خطط لها.
هذه بعض الامور الذي ان تم تنفيذها فمن المؤكد انها ستساعد على تقليل اعداد الاشخاص المتضررين من اي كارثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى