اخبار المجتمع

أردني يبتكر الخلايا البلورية الخضراء لرفع كفاءة الألواح الشمسية

أخبار الأردن-نبراس نيوز- كتبت نسرين الضمور.. المهندس راشد السحيمات شاب كركي طموح في مقتبل العمر يمتلك من الدافعية والحماس الكثير، مجد ومثابر يسعى جاهداً نحو تحقيق الريادة والتميز بما أعده من أفكار لمشاريع تتصل بمتطلبات العصر التقنية والتكنولوجية لمواجهة العديد من التحديات خاصة المرتبطة بالطاقة.

المهندس السحيمات يبلغ من العمر (25) عاماً وحاصل على درجة البكالوريوس في تخصص هندسة الكهرباء/قوة وتحكم من جامعة مؤته في العام 2021 أعد مشروعاً بحثياً حول «الخلايا البلورية الخضراء» شارك فيه بمسابقة نادي إبداع الكرك للابتكار العلمي وكان من بين (7) من الباحثين الشباب من أبناء محافظة الكرك الذين تم تكريمهم من قبل إدارة المسابقة بعد أن وصلوا بمشاريعهم الابتكارية للمرحلة النهائية من المسابقة من بين (100) باحث تقدموا للمشاركة.

كما تم احتضان فكرة مشروعه مع (4) مشاريع اخرى من قبل مركز رواد الاعمال المهندسين – رام بالشركة مع لجنة المهندسين الشباب في شعبة الهندسة الكهربائية في نقابة المهندسين الأردنيين ضمن برنامج Green IOT لإدارة الطاقة للأفكار الريادية والشركات الناشئة والذي ينفذ بالشراكة مع مؤسسة ولي العهد/مبادرة مصنع الافكار ومنصة زين للابداع وذلك لبناء النموذج الأولي وتطويره لاطلاق منتج للاستخدام قابل للمنافسة في السوق، فيما يعمل السحميات حالياً للحصول على شهادة براءة اختراع عن مشروعة من وزارة الصناعة والتجارة.

وقال السحميات: لا شيء يقف في طريق الوصول الى الهدف المنشود ما دام هناك ايمان مطلق واصرار وعمل دؤوب لبلوغ الغاية وتحقيق الحلم رغم العراقيل ومحدودية الامكانات، مشيرا الى اننا في الاردن بأمس الحاجة الى تحفيز عجلة التنمية الاقتصادية بما يواكب متطلبات العصر وذلك بتأسيس مشاريع ريادية وتحسين ودعم البحث العلمي والدفع باتجاة الابتكار والاختراع نحو اقتصاد معرفي وتقني يوفر فرص عمل ويقدم حلولا ابتكارية للكثير من التحديات خاصة في مجال الطاقة.

واضاف: ان فكرة مشروعه البحثي «الخلايا البلورية الخضراء» والذي كان محور مشروع تخرجه من الجامعة جاءت بعد دراسة أجراها بالاعتماد على بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية والتي اظهرت ان معظم مشاريع الطاقة المتجددة ما زالت تعتمد على الاستيراد رغم توافر الأفكار الريادية القابلة للتنفيذ على ارض الواقع، كما لا زالت اسعار الطاقة مرتفعة رغم الجهود الحكومية التي تبذل لترشيد الطاقة ودعم تركيب أنظمة الخلايا والسخانات الشمسية وتوفير تسهيلات في الدفع وتحمل نسبة من كلفة التركيب وهو الامر الذي يعد انجازا بالنسبة للاردن الذي بدأ يؤسس لقطاع الطاقة المتجددة.

وتابع السحيمات:«لكن ما زال التحدي قائما أن نتطور لتصل نسب دعم اكبر ففي الوقت الذي وصلت فيه بعض الدول لنسب دعم 100%، فإن أعلى نسبة اعتماد على توليد الطاقة المتجددة في الأردن بناء على بيانات رسمية من وزارة الطاقة وصلت الى 26٪ في عام 2021 بعد ان كانت لا تتعدى 11% في العام 2018، لذا فإن فرصة زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة سيكون عامل نجاح مهم للوصول الى رؤية المملكة في أن يصبح الأردن معتمداً على 50٪ من الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء التي تعد عصب الحياة للكثير من القطاعات الاقتصادية كالصناعة والزراعة والنقل إضافة للقطاع المنزلي.

وعن حيثيات مشروعه مدار الحديث، اوضح السحيمات ان مشاريع الطاقة المتجددة الحالية تعتمد على عنصر السيليكون في صناعة الالواح الشمسية وهو الامر الذي يزيد من كلفة تصنيعها، فيما توصل من خلال بحثة لتطوير آلية جديدة لتصنيع وتصميم أشباه الموصلات بناءً على عناصر كيميائية تختلف عن تلك المستخدمة في تصنيع التطبيقات المماثلة بحيث يكون لها مبادئ عملية مختلفة وتطبيقات واسعة، من بينها الخلايا الكهروضوئية وتطبيقات أشباه الموصلات يمكن تصنيعها من الدوائر الكهربائية والدوائر المتكاملة والرقائق الإلكترونية.

واوضح يمكن أن يكون لهذا الاختراع دور في تطوير وتحسين المفاعلات النووية والهيدروجينية من حيث تحسين الأداء والحماية والتوليد والاعتماد على العناصر الكيميائية بخلاف العناصر المشعة، اضافة الى تطوير العديد من التطبيقات الهندسية العملية المتقدمة كصناعة البطاريات والخلايا الشمسية وتطوير محطات توليد الطاقة الكهربائية بكافة أنواعها.

واضاف السحيمات إن بحثه يوفر طريقة لتجميع العناصر والتفاعل معها وجعلها تتصرف بخلاف تخصصها وتهجينها وتعديلها وفقًا لمتطلبات ورغبة الشركة المصنعة كتحويل العناصر الانتقالية الفلزية لتصبح تملك التركيب الذري للعنصر الانتقالي وتسلك سلوك أشباه الموصلات والعكس، مشيرا الى التطبيق الذي تم إنجازه بعد التصميم والتجربة واختبار الخلايا الشمسية باللون الأخضر ورفع كفاءة تحويل الطاقة الى 28.762٪ نتيجة الظاهرة الكهروضوئية التي تحدث في الخلايا الشمسية بدلا من نسبة كفاءة (23) بالمئة للخلايا الشمسية المعتمدة كمنتج تجاري موجود حاليا في الاسواق المحلية.

واشار السحيمات الى ان مشاركته في مسابقة نادي الابداع كانت تجربة فريدة لتحفيز البحث العملي والابتكار، فلم يبخل النادي بتقديم الدعم المادي والمعنوي، حيث قام بتنظيم دورة لأسس البحث العلمي، كما قام بدعمه لبناء النموذج الأولي لمشروعه والذي تم بناء واختبار أجزاء منه في كلية الهندسة التكنولوجية بالجامعة الأردنية.

وأعد السحيمات مشروعاً بحثياً آخر في مجال الاثاث الذكي بتأسيس شركة في مجال تصنيع الأثاث الذكي كحل علمي لتخفيف كلف شراء الاثاث المنزلي والمكتبي بكلفه الباهظة والتي ترهق كاهل المواطنين وخاصة الشباب المقبلين على الزواج اذ تقف الامكانات المالية حجر عثرة امام تأثيث منزل العمر، حيث ان كلفة التأثيث تتطلب مبالغ مالية كبيرة والحال كذلك ينطبق على طلبة الجامعات ممن يدرسون في اماكن بعيدة عن سكنهم ويضطرون لاستئجار اماكن للاقامة فيها وتأثيثها.

واشار الى انه جهّز مجموعة من النماذج الأولية لتأثيث منزل كامل ومكاتب ومحال تجارية، بحيث يكون للاثاث عدة استخدامات في آن واحد، كأن يتم تحويل غرفة نوم لغرفة جلوس او لمكتب ومساحة للدراسة اضافة الى اعتماد آلية التحكم اليدوي او الالي في اجهزة التكييف والتبريد ومفاتيح الانارة والابواب، بحيث يتم اطفاء تلك الاجهزة واغلاق الابواب تلقائيا فور الخروج من المنزل او مكان العمل، موضحا ان التوجه نحو الاثاث الذكي والتطبيقات المرتبطة به سيعمل على توفير الكهرباء وتقليل التكلفة على ذوي الدخول المتوسطة والمتدنية وتوفير الراحة واستثمار المساحات بالشكل الامثل بحلول تكنولوجية حديثة قابلة للتطوير والتحديث.

واعرب السحيمات عن امله ان يصار الى توفير الدعم ليتمكن من بناء نماذج لمشروعيه «الخلايا البلورية الخضراء والاثاث الذكي» على طريق دعم الافكار الريادية والمشاريع الابتكارية الناشئة التي تقدم حلولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع لتحديات العصر والقضايا المجتمعية في المجالات الحياتية والتكنولوجية اضافة الى خلق فرص عمل جديدة لتأمين فرص تشغيل للشباب المتعطلين.

(الرأي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى