صورة وخبر

الفنان عامر عجمي:في كل بلد أدخله ألمس حب الناس للطرب الحلبي

أخبار الأردن-نبراس نيوز- بصوت متناغم وإحساس وإتقان لمخارج الصوت بدأ الفنان عامر عجمي مسيرته الفنية في إحياء الحفلات والمناسبات، وهو من مؤسسي فرقة شيوخ سلاطين الطرب.

من هو الفنان؟
يقول «عجمي» :»كل من يقدم الفن بشكل صحيح هو الفنان الحقيقي، من يحكم على الفنان اولا واخيرا هو «الأستاذ» والأستاذ هو الجمهور، ويؤكد بأن الأستاذ داخل الجمهور اليوم قد مات ومن النادر جدا أن تجد الطبقة الاجتماعية الفنية التي تسمع وتقدم بشكل صحيح، وهذا أمر مهم بحياتنا، وفي مهرجانات اليوم نجد الفرق شاسعا.

تراجع الوعي
وارجع «عجمي» الأسباب الوجيهة لذلك الى تراجع الوعي لدى الناس، «فالوعي الثقافي لجيل اليوم متراجع وضحل، المطرب الذي يتقن الفن وتأسس بشكل سليم يتكون لديه نضوج في الغناء واللحن والمقامات والشيء نفسه ينطبق على المستمع، ليصل الى مرحلة التقييم، والتمييز بين الصح والخطأ، أما إذا كان أساسه خاطئا فلن يعرف كيف يقيّم ويضبط ويزن».

حظ مفقود
وتابع «عجمي»: «فإذا كان التقييم قائما على الشكل والكلمات الهزيلة في الغناء، ولو كانت أم كلثوم في عصرنا فلن يتم اكتشاف موهبتها، ولن تكون كوكب الشرق ولا الست ولا سيدة الغناء العربي، ومثلها كثر مغمورون، فالله الخالق الذي خلق حنجرة أم كلثوم قادر على أن يخلق أفضل منها ولكن هؤلاء حظهم مفقود في الحياة».

غياب
وأرجع «عجمي» أسباب الغياب عن الوعي الثقافي بأن «من ينظر، ينظر بمنظار شكل المطرب أو المطربة وينظر في منظار الكلمة الهزيلة التي تفتقد المعنى، فلو كان الجمهور أستاذا لما وصلنا لهذه المرحلة المتراجعة ورضي بها، فافتقاده للثقافة يفقده الأستاذية».

الفن في الأردن
يقول «عجمي»: أرى أن الأردن بلد منفتح، وبعد 14سنة إقامة في الأردن – أنا موجود قبل الأزمة السورية – وجدت الحس المرهف لدى الجمهور الأردني والفئات من الناس الذين يعشقون الفن الطربي والقدود الحلبية المتنوعة، المصري واللبناني وغيرها، توجد في الأردن أصوات جميلة جدا على مستوى الصوت والثقافة، ولكن أقول لهم كونوا على يقين، لا يصح إلا الصحيح حافظوا على هويتكم وقدموها بشكل يليق بالفلكلور والتراث الأردني، ويمثل ثقافة البلد، فأنت لست مجبرا على الوقوف على المسرح وارتداء زي أو القيام بحركات دارجة، لأنك لست مغنيا استعراضياً، فالطرب رسالة لحامل الإرث العظيم، وهو إرث البلد وفلكلور البلد، فكما للآثار متحف في كل دول العالم ويتم زيارتها من كل بقاع الأرض فالفلكلور مثل الآثار فحافظ عليه ولا تستهتر به، فالشكل الجميل والهندام العصري لا ينفع عند تقديم التراث الأردني بالغناء، وهو تزييف لصورة الفن الأردني، الواجب احترامه لعراقته وقدامته ولا يقدم إلا بالصورة اللائقة فيه».

مهرجان الفحيص
وعن مشاركاته في مهرجان الفحيص «عجمي» قال :» كانت هذه مشاركتي الثانية، المرة الأولى كانت في 2018 ليلة خاصة لعامر العجمي في مسرح القناطر، وأشكر رئيس مهرجان الفحيص أيمن سماوي، والحمدلله من يمتلك ماضيا وإرشيفا فلديه رأسمال وأساس ولا يخاف، وأعتز بمدينة حلب التي خرجتني وعلمتني وحملّتني إرث أسير به في كل بقاع الأرض، ففي كل بلد أدخله ألمس حب الناس للطرب الحلبي، فكانت تجربتي في مهرجان الفحيص ناجحة جدا وجمهور الفحيص ذواق ويعرف ماذا يريد، لا يهمني عدد الجمهور بقدر ما يهمني فهمه وتقديره لما أغني، فمن بداية الحفلة لنهايتها والجمهور يتفاعل معي برُقي، تقريبا 30% من الجمهور اليوم يقدر الفن الحقيقي.
البداية من سوريا

أما بداياته فكانت من حلب يقول «عجمي» :» لم اكتشف نفسي، من حولي هم من اكتشفوا موهبتي، في عمر 6سنوات كنت قليل الكلام، من حولي كانوا يعتقدون بأني أخرس، كنت طفلا خجولا جدا، وكنت أدندن فبدأ من حولي يلاحظ جمال صوتي، فالموهبة تكون مزروعة بالذات، في المرحلة الابتدائية شاركت في الأنشطة الطلائعية، ثم درست في معهد حلب للموسيقى، وتتلمذت على يد الأستاذ عبدالقادر حجار رحمه الله، وهو أحد تلاميذ الشيخ عمر البطش، وهو أستاذ صباح فخري، ومحمد خيري، ثم بدأت تدريجيا من الحفلات المدرسية، ثم المناسبات الصغيرة والسهرات، ثم مجال المطاعم، في 2003أسسنا أنا وصديقي بشير أحمد فرقة شيوخ سلاطين الطرب، تتألف الفرقة من 3 مطربين، وفي 2004 كانت أول مشاركة لها في مهرجان جرش، المسرح الجنوبي ثم انطلقت في العالم العربي،..»

رسالة
وفي ختام اللقاء مع «الدستور» قال «عجمي» :»إن الرسالة التي أحب أن أوجهها أولا وأخير هي للأستاذ وهو الجمهور، وأتمنى منه الوعي، وأن يحافظ بقدر الإمكان على التراث العربي باستماعه له، وكذلك الإرث العربي بالمجمل السوري واللبناني والعراقي،…، ويعلمه لأجياله، فعند حفاظه على سمعه يحافظ على الأجيال التي ستغني، لا يوجد بالفن مجاملة، والمذنب الحقيقي هو من يستمع ويقيم ويقول أبدعت وهو لم يبدع، أنت بذلك دمرته، ودمرت جيلا كاملا فالثقافة تعود أولا وأخيرا للشعوب».

(الدستور)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى