اردنيات

دوسيات التوجيهي تجارة أم تعليم ؟

أخبار الأردن-نبراس نيوز- كتبت سرى الضمور..مع كل موسم للتوجيهي يتبادر الى الاذهان لجوء الكثير من الطلبة لشراء «دوسيات» بمثابة ملخصات؛ مخصصة غالبيتها لمباحث أساسية، اذ تشكل هذه الخطوة من قبل الطلبة فرصة لتدارك الصعوبات التي يعانون منها جراء الاسهاب الكبير في بعض المباحث التي يطول شرحها داخل الغرفة الصفية.

الا ان الامر تجاوز مرحلة التوجيهي، ليصل الى المراحل الاساسية الامر الذي يثير تساؤلات حول طبيعة المناهج المطروحة.. هل هي مسهبة حقاً وتخدم الطلبة في تحصيل نتائج مرتفعة، أم أنها باتت غاية لجني الاموال والمتاجرة في التعليم؟

يطالب أولياء أمور طلبة بضرورة وضع حدود لهذه الدوسيات «الملخصة» المنتشرة في الاسواق والمكتبات العامة وأن يتم تطبيق شروط رقابة من قبل وزارة التربية والتعليم على مختلف قطاعاتها الحكومية والخاصة والعمل على تقنين متطلبات المدرسة نظراً للظرف الاقتصادي الذي يطال غالبية الأسر.

المستشارة التربوية الدكتورة بشرى عربيات قالت تحتوي الدوسيات على ملخص للمباحث في مراحل الثانوية العامة وعلى أسئلة وزارية لسنوات سابقة، لذلك فإن معظمها عبارة عن منهج متكرر بأسماء أساتذة وبعض معلمات تلك المباحث.

وتساءلت عربيات حول آلية بيع هذه الدوسيات، التي يشترط أصحابها على الطلبة شراؤها سواءً كان الشراء داخل المدرسة وهو مؤشر خطير–حسب وصفها- أو توجيه الطلبة للشراء من إحدى المكتبات أو المراكز «الثقافية» التي يتعامل الأستاذ معها.

وقالت عربيات انتقلت فكرة إنتاج وبيع الدوسيات – المربحة -إلى المرحلة الأساسية، لتجدَ مؤلفات من بضع صفحات لكل من العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزية.

واعتبرت عربيات أن بعض المعلمين لا يقومون بواجبهم الحقيقي نحو الطلبة، إنما يتخذُ بعضهم الغرفة الصفية ومواقع التواصل الإجتماعي فرصة لتسويق «منتج هزيل»، يعمل على إبعاد الطالب عن المنهاج الوزاري، ليعيش الطالب حالة من التشتت في إدراك المفاهيم، ويعيش أولياء الأمور حالة من استنزاف المال كي يحصل أبناؤهم على تلك الدوسيات التي يعتقدُ البعض أنها مفاتيح النجاح والتفوق.

وأكدت عربيات أن عدداً كبيراً من طلبة المرحلة الثانوية العامة يتوجهون إلى المراكز الثقافية بعد انتهاء الدوام المدرسي التي غالباً ما يعمل بها نفس اساتذتهم الامر الذي يستدعي الحذر واليقظة من مخاطر الاستغلال لحاجة الطلبة وجيوب الاهالي.

في حين وجد طلبة الثانوية العامة في حديثهم أن الدوسيات او الملخصات تشكل اضافة مباشرة وتساعدهم على تجاوز الاسهاب الوارد في المناهج المدرسية «الوزارية» الامر الذي يشجع الطالب على سرعة الحفظ ووصول المعلومة.

ويعتبر اولياء الامور ان التوجيهي صار يستنزف جيوب الاهالي حيث يتكبد الاهالي مصاريف اضافية على غرار المراكز الثقافية وصولاً لعدد من الدوسيات للمبحث الواحد وبكلفه تتراوح 5 الى 7 دنانير للمادة الواحدة.

وأكد الاهالي ان ابناءهم يستغنون عن الكتب المدرسية بخاصة في مرحلة التوجيهي لكون التلخيص يشمل جميع المباحث وبطروحات مختلفة منها اسئلة واجوبة ومنها تلخيص لفقرات ادبية وتاريخية، مشيرين الى أن اسعار الدوسيات تعتمد على سمك الكتاب من حيث اعتماد عدد الورق ليصل الى آلاف الصفحات للملف الواحد وللمبحث الواحد، وصار الاستغناء عن الكتب المدرسية أمر بديهي، لأن الدوسية تلخص للطالب مجمل الكتاب ما يضطر البعض لشراء اكثر من دوسية اسئلة لسنوات سابقة وصولًا للعام الدراسي 1997 لتشكل عائقاً عند مراجعة المواد الدراسية.

أعباء الدراسة سواء التوجيهي والصفوف الاساسية كثيرة وتطال جيوب الاسر الفقيرة وتحرم الكثيرين من فرصة التعليم نظراً لعدم امكانية شرائه حتى في القطاع الحكومي، وها هي الآن ترتفع بسبب واقع تفرضه الدوسيات.(الرأي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى