اخبار المجتمع

جريس سماوي كان شاعراً وطنياً عاشقاً لأرضه

اخبار الاردن – نبراس نيوز – رعى وزير الثقافة علي العايد، الخميس، في المركز الثقافي الملكي، انطلاقة برنامج الشعر والندوات الفكرية “دورة جريس سماوي”، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 35، بحضور وزير الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، وجمع من محبي الراحل.والقى العايد كلمة في افتتاح الندوة الاستذكارية، قال فيها “عرفنا جريس سماوي شاعرا أديبا وطنيا وعاشقا لهذه الأرض وملتفا حول القيادة الهاشمية”.وأضاف العايد “ان جريس سماوي مثل شجر الزيتون فيه وفاء للعمل الدؤوب الذي لا يكل ولا يمل”.واشار العايد الى أن وزارة الثقافة، وتكريما للراحل جريس سماوي، قامت مؤخرا بتقديم اوبريت بعنوان “وطني.. شمس” وهو من كلماته، وتقديم نخبة من القامات الفنية الاردنية”.وسلّم العايد خلال الحفل، درع المهرجان ومكافأته للشاعر هشام عودة الفائز بـ”جائزة جريس سماوي للشعر 2021″. كما سلم درع المهرجان لعائلة الشاعر الراحل.>وانطلقت الندوة الاستذكارية التي أدارها امين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري، بعرض فيلم قصير عن الشاعر الراحل، استعرض من خلاله المخرج فراس عبندة مسيرة الراحل وابرز انجازاته.من جانبهم استذكر شعراء وكتّاب أردنيون وعرب مناقب وزير الثقافة الأسبق الشاعر الراحل جريس سماوي، ومسيرته الإبداعية.حيث قدم كل من الشاعر والكاتب المصري أحمد الشهاوي، والشاعر والاعلامي اللبناني زاهي وهبة، والشاعر المغربي حسن نجمي، والكاتبة بسمة النسور، شهادات ابداعية في الراحل.وقال الشاعر والكاتب المصري أحمد الشَّهاوي في شهادته المعنونة “جريس سمَاوي .. ومن سيحرسُ ( سيحرثُ ) حقلَ الحُبِّ سواكَ ؟”: “لا فضلَ ستنالهُ سواءً متَّ يوم الخميس أو في يومٍ آخر سواه من أيام الأسبوع… إنه الموتُ، الذي لا موعدَ له ولا حين… لا ينذرُ، ولا يكتبُ رسالةَ تنبيهٍ مُسبقة، لكنه يفاجئ ويصعقُ، ويضربُ ضربتَهُ… الخبر أنك ذهبتَ إلى الصَّمتِ سريعًا ومُفاجئًا، ومن دون توقُّعٍ من أحدٍ”.وتابع الشهاوي بالقول “رُحتَ إلى مكانٍ ثانٍ، تخليتَ عن قصيدتكَ إلى ظلِّك، وتركت الأعنابَ وحدَها يتيمةً، وغادرتَ الفحيص وهي قفراء من بعدكَ رغم كُرومها، تبكي القدسَ من علٍ، تلكَ التي حلمت باستعادتها”.وزاد الشهاوي “أعرفُ أن ديوانك الثاني جاهزٌ للنشر ، وسينشرُ في القاهرة بالتوازي مع عمَّان كما أحببتَ، فلا يمكن أن أخلفَ وعدًا قطعناه معًا”.وتساءل الشهاوي “من سيرعى الفرح بعدكَ .. ومن سيحرسُ حقلَ الحُبِّ سواكَ؟”. مضيفا “أعتذرُ ، فموتك فاجأني، ولن أكونَ معك في “الفحيص” لأودِّع طيورَك، وأنصِتَ إلى منطقِها، وتغريدات بجعاتها الأخيرة”.وختم الشهاوي شهادته بالقول: أومنُ أن الشَّاعرَ يستشعرُ موته ويستشرفه في نصوصِه، ونحن أمام شاعرٍ قد عاش هذه الحال قبل أن يدهمه الموت.من جانبه قال الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي زاهي: “لا ابالغ حين أقول إنه أثناء اصابتني بفيروس كورونا، وباللحظات الحرجة التي مررت بها، لم افكر بأحد بعد عائلتي، بمقدار تفكؤري صديقي جريس”.>مضيفا أن فكرة اللقاء به بالعالم الاخر، كانت تخفف عني، فانا لم اعتد عمان بلا جريس”. وتابع وهبي “لا يكتمل كلام جريس من دون الاشارة الى دور المراة في حياته بدءا بأمه الجليلة الحزينة، وصولا الى المراة الحبيبة، وهو الشاعر المؤمن بأنوثة الكون … فكانت المراة ركنا اساسيا في قصائده”.أما الشاعر المغربي حسن نجمي فقال: لقد كان جريس فطريا يحمل في داخله شاعرا شغوفا باللغة وبالعالم وبالحياة، ومنحه الشعر غبطه رائعة كنت احسها في احاديثه مثلما في نصوصه، وفي حواراته الصحفية والثقافية المتعددة والمتفرقة والصحافة المكتوبة في التلفزيون والاذاعة.وأضاف نجمي: كان جريس شاعر كريم متفان في خدمة الكلمة، لم يمارس جريس الشعر الا كنوع من الحب، فعل الشعر هو فعل الحب، توام السياسية بالنسبة اليه، ولذلك وظف طاقته ليعلن شغفه بالموجودات، وباللغة وبالاخرين، وربما يكشف ايضا عن هوايته الغامضة التي كانت تفصل الذات عن ذاتها.

وختم نجمي بالقول: اخيرا حين يفجع المرء في صديق عزيز لا يبقى لديه ما يقال، كأن الكلام يتوقف ليبدا الصمت، كأن العمق يصبح فجاة نوعا من الواجب الشعري والاخلاقي.

من جهتها قالت الكاتبة بسمة النسور: “أحاول أن لا أستعيد ذكريات عمر طويل عرفت فيه جريس سماوي، الشاعر المرهف الجميل، صديق الصبا، حيث كان الفرح ممكن الحدوث”.

وأضافت النسور، “جريس الإنسان والمثقف والعالم والطفل الذي أحسن الظن بالحياة، غير انها غدرته، مثل عهدها داىما، وهو الذي أوجع القوب وادماها، حين غيبه وشقيقه موت خاطف وصادق وجاىر وعبثي”.

وختمت النسور بالقول: “رحل جريس بخفة وبساطة، مخلفا في قلوبنا الحسرة والاسى، وبات الحديث عن الأمل ضربا من الهرطقة في هذا الزمن الموحش”.

كما اشتملت الندوة على تقدم الفنانة عبير عيسى والشاعر د.راشد عيسى والكاتبة د.ليندا عبيد، لقراءات من شعر الراحل سماوي.وتضمنت الندوة إعلان رئيس رابطة الكتاب اكرم الزعبي عن فوز الشاعر هشام عودة بجائزة “جريس سماوي للشعر ٢٠٢١ واختتمت الندوة بتوزيع ديوان “ثلاث ليال سويّاً” للشاعر الراحل جريس سماوي، والذي يتضمن القصائد الجديدة غير المنشورة للراحل.الرأي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى