اقتصاد

إيڤو  “EVO”  : قصة ريادة بدأت تتشكل في قطاع شحن السيارات الكهربائية عبر منظومة ذكية

أخبار الاردن-نبراس نيوز- لم يعد الحديث عن المركبات الكهربائية اليوم ترفا او نوعا من الرفاهية، مع ما يشهده القطاع عالميا ومحليا من نشاط ونمو، مدعومًا بزيادة الوعي البيئي والتوجه الحكومي نحو مفهوم ” النقل النظيف” وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري.

لقد أصبح هذا القطاع ، الذي يحتاج الى تنظيم ووضوح في الاستراتيجيات والتنفيذ والعمل ، واقعا يتشكل أمامنا بهدوء، مع تزايد أعداد المركبات الكهربائية في الشوارع، وتوسع الاستيراد، وتغير سلوك المستهلك، ما يبرز أهمية متزايدة لايجاد وبناء بنية تحتية وانظمة تساعد في دعم هذا التحول وتعزيز قطاع الشحن الكهربائي للسيارات، وكل هذا المشهد يمثل فرصة لشركات ناشئة اردنية.

في هذا القطاع الناشئ الذي لا يزال في بداياته، برزت شركة ناشئة أردنية ، أسسها رياديون ذوي خبرة ، لتحمل اسم إيڤو “EVO” ، المتخصصة في تقنيات شحن السيارات الكهربائية ، لتكون نموذجا ناشئا يحاول التعاطي مع القطاع وتوفير أدوات لزيادة كفاءته في مساعدة المستخدم والمؤسسات في الحصول على الخدمة، ومساعدة محطات شحن السيارت الكهربائية لتقديم هذه الخدمة،من خلال ” بناء منظومة ذكية متكاملة” لخدمة كافة أطراف المعادلة في القطاع.

عن إيڤو “EVO” ورؤيتها وعملها في السوق المحلية، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة ابراهيم البواليز : ” ان رؤية الشركة تقوم على إنشاء شبكة ذكية وموحدة لشحن المركبات الكهربائية، تجعل الوصول إلى محطات الشحن أمرا سهلا وواضحا للمستخدم، وفي الوقت ذاته تمنح أصحاب المحطات أدوات فعالة للإدارة والمتابعة والربط”.

واكد البواليز أن سعي الشركة، التي انطلقت رسميا في العام الحالي 2025 ،  يقوم بالمجمل على فكرة ” بناء نموذج تفكير جديد في إدارة قطاع ناشئ، يتقاطع فيه الاقتصاد بالطاقة، والتقنية بالسياسات العامة، والاستثمار بالاستدامة”، معتبرا ان الفرصة كبيرة في هذا الاطار لشركة ناشئة بدات بالفعل الحوار والوصول الى اتفاقات وشراكات في القطاع.

وتحدث عن الخدمات التي تعمل شركة ايفو “EVO” على تقديمها في السوق المحلية، موضحا انها تشمل ” منظومة متكاملة تجمع بين الجانب التقني والتشغيلي.”

وقال ان هذه المنظومة ترتكز على نظام مركزي لإدارة محطات الشحن يربط المحطات المختلفة ضمن شبكة واحدة، ويمنح أصحابها القدرة على التحكم بالتسعير، والمراقبة، وتتبع الأداء، وتحليل البيانات.

وأضاف البواليز بان خدمات الشركة تشمل أيضا اتاحة ربط معظم أنواع الشواحن، ما يمنح المشغلين مرونة في التوسع دون التقيد بنوع واحد من الأجهزة. فضلا عن تقديمها حلولا لإدارة أساطيل المركبات الكهربائية لدى الشركات والجهات الحكومية، تشمل تنظيم الشحن، وتتبع الاستهلاك، وجدولة الاستخدام.

وأكد أن المستخدم النهائي يستفيد من خدمات للشركة تتضمن تطبيق ذكي يوضح مواقع المحطات بدقة، ونوع الشاحن المتوفر، وحالته، مع إمكانية الحجز المسبق وتلقي الإشعارات. كما توفر الشركة تقارير تحليلية تساعد المشغلين على فهم سلوك المستخدم وتحسين الكفاءة والعائد.

ويرى البواليز ان القطاع ليس بالسهل وهناك منافسة يجب ان تجابهها شركة ناشئة مع احترام المنافس.

بيد انه اكد على ان ايفو””EVO” عملت على تمييز خدماتها من خلال التركيز العميق على الجانب التقني، والقدرة على ربط أنواع متعددة من الشواحن، حتى تلك التي يصعب ربطها عادة. وقد نجحت الشركة في بناء شراكات مع أكبر شبكة شحن قائمة في الأردن.

واضاف : ” ان السوق الأردني لا يزال في مرحلة مبكرة، لكنه ينمو بسرعة مع ازدياد الاعتماد على المركبات الكهربائية، وهذا يجعل الحاجة إلى منصة منظمة وذكية أمرا لا غنى عنه.

وتحدث البواليز عن بداية الشركة وفكرتها، مبينا انها انبثقت من تجربة المؤسسين السابقة في هنقرستيشن (أكبر تطبيق توصيل طلبات طعام في السعودية)، حيث لمسوا كيف يمكن لنظام تقني ذكي أن يغير تجربة المستخدم بشكل جذري في قطاع الخدمات.

واضاف : ” وعند العودة إلى الأردن، ظهرت فجوة واضحة في قطاع شحن المركبات الكهربائية. المستخدم لا يعرف أين توجد المحطات، ولا إن كانت تعمل فعلا أو مشغولة أو مناسبة لمركبته. هذه الفوضى غير المرئية كانت دافعا لتطوير حل متكامل يعالج المشكلة من أساسها”.

ويرى البواليز ان اصل الريادة يقوم على مجابهة التحديات ، وحل المشاكل، موضحا ان قطاع شحن السيارات الكهربائية يواجه تحديات منها غياب توحيد الأنظمة بين المحطات، وصعوبة معرفة الحالة الحقيقية للشواحن، إضافة إلى تأثير تغير تعرفة الكهرباء على أرباح المشغلين. وقد تمكنت إيفو من معالجة واحدة من أصعب هذه الإشكاليات عبر تطوير نظام تلقائي يتكيف مع تغير التعرفة ويحسب التكلفة بدقة وشفافية.

لكنه اردف قائلا بان هناك فرص كبيرة في تطوير بنية تحتية ذكية، وتقديم خدمات متخصصة للأساطيل الحكومية والخاصة، إلى جانب فرص التوسع الإقليمي، حيث تعاني دول عديدة من التحديات ذاتها.

وتحدث البواليز عن ريادة الأعمال في قطاع الطاقة، والتي وصفها بـ ” غير السهلة”. فهي تتطلب استثمارات مرتفعة، وتواجه تغيرا مستمرا في التشريعات والسياسات. كما أن هذا القطاع يحتاج إلى توازن دقيق بين الحلول التقنية والعمل التشغيلي اليومي. لهذا السبب، كان بناء فريق متنوع الخبرات أحد أهم أولوياتنا منذ البداية.
واكد مواصلة العمل والبناء على ما جرى التأسيس له ، وقال : ” نسعى إلى تطوير خدماتنا باستمرار لنقدم للمستخدم الأردني تجربة تضاهي أفضل التجارب العالمية، بروح محلية. نعمل على التوسع داخل الأردن وزيادة عدد المحطات المرتبطة بالشبكة، إلى جانب التحضير لدخول أسواق إقليمية مثل السعودية ومصر.

وتابع قائلا : ” كما نركز على بناء شراكات مع جهات حكومية وخاصة لتطوير بنية شحن ذكية، وتطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين توزيع الأحمال ورفع كفاءة استهلاك الطاقة.

وتاسست شركة  إيڤو “EVO” على ايدي رياديين اردنيين هم : إبراهيم البواليز الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي. ويمتلك خبرة تتجاوز خمسة عشر عاما في مجال التسويق الرقمي، عمل خلالها في شركات كبرى في المملكة العربية السعودية، من أبرزها شركة طهنقرستيشن”، وهي التجربة التي أسهمت في تشكيل فهم عميق لديه في كيفية بناء منصات تقنية قادرة على تغيير تجربة المستخدم، ويشاركه في التأسيس بلال البواليز، الخبير في إدارة المنتجات، والذي راكم خبرته من العمل في السوق السعودي وفي شركة أمازون، إضافة إلى سامر الدواليب، الخبير التقني في البرمجة والذكاء الاصطناعي، وليث الخطيب، وهو رجل الأعمال الأردني الذي يمتلك خبرة تزيد على عشرين عاما في مجالات الاستيراد والتصدير وإدارة وتجهيز المصانع. هذا التنوع في الخلفيات لم يكن تفصيلا ثانويا، بل كان حجر الأساس في بناء الشركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى