مقالات
القس حابس النعمات يكتب: رسالة الميلاد رسالة تواضع وسلام
أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم القس حابس النعمات..فيما نحتفل هذا الموسم بعيد ميلاد السيد المسيح لا بد من أن نوجه اهتمامنا الى مغازي هذا الحدث الذي قلب التاريخ وترك لنا رمز لا يمكن ان ننساه.
فرغم الفرح والبهجة بالعيد وفي تبادل الهداية إلا أن صاحب العيد جاء الى العالم في ولادة من عذراء نطوبها ونحترمها وكان الميلاد في فلسطين القريبة لنا جغرافياً وفكرياً في مذود حقير لأنه لم يكن لرب المجد مكان آخر للولادة.
هذه الولادة المتواضعة تطلب من جميعاً ان نضع كبريئنا جانب ونتذكر أن سيدنا تواضع ولا بد أن ننكسر أمام هذا المشهد المبارك والذي يرمز لضرورة وضع أعيننا للرئيس أمننا ومكملة الرب يسوع المسيح والذي اشارة النجمة التي أرسلت للمجوس من المشرق اتباعها والتي توقفت أمام ذلك المكان البسيط لتعلن للعالم مجيء فجر جديد.
وإذا أردنا أن نترجم تلك الولادة المجيدة والمتواضعة لا بد من إتباع خطوات بسيطة في تعاملنا مع بعضنا البعض وفي تعاملنا مع الآخر.
ففي الماضي القريب كان لنا كإنجيليين أردنيين لقاء مهم مع سمو الامير غازي بن محمد في قصر الحسينية يوم 12-12 والذي تركز على ضرورة حماية وتقوية الوجود المسيحي في المشرق وخاصة في أردننا الحبيب وفلسطين المغتصبة.
لقد شاركنا سموه وبرفقته الدكتور بشر الحصاونة والدكتور كمال الناصر برغبة جلالة الملك بضرورة تسوية أوضاع أبناء الاردن الإنحيليين في الحصول على كافة استحقاقات المواطنة التي كفلها الدستور بدون تمييز. وقد نصحنا سموه بأهمية توحيد الكنائس الانجيلية الخمس المنضوية تحت مظلة المجمع الانجيلي في كنيسة وطنية واحدة.
لقد قبلنا التوصية بصدر مفتوح وبدائنا حوارات جادة خرج عنها موافقة مبدئية من قبل هيئتنا الادراية في إجتماع استثنائي يوم 21-12 وتقرر صياغة خارطة طريق سيتم عرضها على كنائسنا وهيئتنا العامة للنقاش والمداولة. كما وقررنا تخصيص وقت للصلاة والتضرع لمولود الميلاد لكي تتكلل خطواتنا بالنجاح وتفسح الطريق امام الوحدة المنشودة والتي يرغب بها كافة المسيحييون.
في هذا الموسم المبارك لا بد من تأكيد على إننا نحن المسيحيون الإنجيليون في الأردن مواطنون وطنيون ملتزمون بالدستور والقانون ونقدم الولاء والاحترام لجلالة الملك وللعائلة الهاشمية كما نؤيد الوصاية الهاشمية للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وقد طلبنا الرئيس الأمريكي بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وضرورة الاستماع لحكمة جلال الملك عبد الله الثاني فيما يخص السلام في الشرق الأوسط.
كما ونرفض وبشدة التحريف الجاري في بعض الأوساط المسيحية المسمى بالمسيحية الصهيونية والتي تحاول تبرير الاحتلال والظلم في فلسطين بتفسيرات مشوهه وغير صحيحة.
لقد تم تشكيل مجمع الكنائس الإنجيلية عام 2006 ويشمل مجمعنا طائفة الكنيسة المعمدانية الأردنية، كنيسة جماعات الله الأردنية، الكنيسة الإنجيلية الحرة، طائفة كنيسة الناصري الإنجيلية، وكنيسة الاتحاد المسيحي.
كل هذه الكنائس مسجلة رسمياً منذ اوائل القرن الماضي وتقوم بالعمل الرعوي والإنساني المجتمعي في مجالات عديده منها التعليم والصحة واللاجئين وخدمة السجون وكبار السن. لدينا حوالي عشر آلاف عضو يمارسون حرية العبادة في 72 كنيسة تابعة لمجمعنا في كافة أنحاء المملكة. ونعمل الان بناء على نصيحة الديوان الملكي العامر بالتوحد في كنيسة انجيلية وطنية.
إن الدولة المدنية التي دعى لها جلالة الملك في ورقته النقاشية السادسة فكره إيجابية ونحن ندعمها. ولكن لغاية أن نصل إلى الوضع التي يمكن للمواطن عقد قران أو طلاق أو تقديم وصية لإرثه من خلال قوانين ومؤسسات إدارية مدنية،فإننا مُجبرون أن نجد حلولاً لأعضائنا حسب القوانين السارية المفعول في بلادنا. فقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين يطبق على أساس قرارات المحاكم الكنسية المدون اسمائها في سجل الكنائس حب قانون رقم 28. إذاً لا بد لأي مواطن أردني ينتمي للكنائس الإنجيلية أن يقوم بالإجراءات المتعلقة بأحواله الشخصية من خلال إحدى المحاكم الكنسية الاخرى. كما نواجه احيانا مشاكل في الحصول على حقوق حددها القانون للكنائس المسيحية.
يحدد قانون الطوائف المسيحية رقم 28 لعام 2014 في المادة 2-بإمكانية إضافة أي كنيسة لتلك القائمة “بتوصية من وزارة الداخلية وبموافقة مجلس الوزراء الأكرم.”
لقد بدأنا عملية التشاور حسب نصيحة سمو الامير ونأمل ان نستطيع في عام 2020 اتمام عملية التوحد للكنائس الانجيلية وكلنا امل ان يحل ذلك من الاشكالية التي باتت دون ضم كنائسنا لباقي الكنائس في الاردن من خلال موافقة مجلس الوزراء على ذلك حسب قانون الطوائف المسيحية.
نحن ملتزمون بالمواقف الوطنية المعروفة للملك وللحكومة الموقرة في دعم الحق والعدل والسلم في بلادنا وشرقنا الحبيب وننظر بإيجابية لاستمرار اللقاءات الرسمية مع كافة أصحاب الشأن للوصول إلى إيجاد حل مرضي كي لا تبقى كنائسنا وأعضاءها خارج المظلة القانونية في أردننا الحبيب.
إن موسم عيد الميلاد المجيد موسم مبارك كللته الملائكة بالعبارة الشهيرة: “المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة”.
إننا كقادة وكأعضاء، ملتزمون بأن نكون – من خلال مجمعنا الإنجيلي- حلقة وصل أمينة وصادقة ومخلصة لما يوفر السلام على الارض والمسرة بين الناس.